IMLebanon

“مار مخايل” باقٍ والاكثرية الجديدة لن تحكم!

اطلق نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في الساعات الماضية جملة جملة مواقف سياسية – انتخابية، لافتة لا يمكن المرور عليها مرور الكرام. هو اولا، دحض كلّ نظرية الطلاق او كسر الجرة بين الحزب والتيار الوطني الحر، رغم محاولة الاخير تظهير ان الخلاف كبر كثيرا بين طرفي ورقة مار مخايل، متعمّدا عبر كوادره الاضاءة على هذا التباعد، لأنه “بييع” مسيحيا، عشية الانتخابات النيابية.

فدعا الرجل الثاني في حزب الله الى عدم الخشية على “علاقتنا مع حلفائنا، وإن شاء الله كلّ الأمور تُسوّى، ونستطيع أن نتفاهم في الغرف المغلقة على الشكل وعلى المضمون، كونوا مطمئنين أننا نملك عقلاً وقلباً يَسعُ أن ننتقل من حالة التّأزم إلى حالة التعاون والتفاهم وأن نواجه التحديات”.

هذا الكلام يدل بوضوح، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، الى ان التصعيد الرئاسي والبرتقالي في وجه الضاحية، أتى مدروسا وربما منسّقا مع الحزب، لكن هذا هو سقفه. فتفاهم مار مخايل صامد، لان الحزب يحتاج غطاء التيار المسيحي وبالتالي سيضع ثقله في دعمه انتخابيا… ولان التيار يحتاج اصوات الحزب في استحقاق ايار خاصّة وان لم يبق له “لا صاحب ولا حليف” على الساحة المحلية! وعليه، الشريكان سيتحالفان في الانتخابات النيابية المقبلة، و”يا دار ما دخلك شرّ”، بغضّ النظر عما قاله وسيقوله رئيس الوطني الحر النائب جبران باسيل، الاحد.. فالتسوية المرضية للطرفين على النار ومساعي رأب الصدع تتقدّم بدفع من الحزب الذي قرر استيعاب الحليف وغضبته اثر سقوط طعنه امام المجلس الدستوري، ومن غير المستبعد ان يعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الاثنين تمسّكه بتفاهم مار مخايل.

اما الشق الثاني من كلام قاسم، فخطير وفق المصادر، اذ كرر فيه مواقف سبق ان اطلقها مسؤولون في الحزب، تجوّف الانتخابات ونتائجها من مضمونها، سلفا، وتقضي على جوهر النظام الديموقراطي حيث الاقلية تعارض والاكثرية تحكم. فهو أعرب، من زوطر ـــ النبطية، عن عدم اهتمام حزب الله بـ”معادلة الأكثرية والأقلية، ولا أعتقد أنها ستكون معياراً كائناً من كان في الأكثرية وكائناً من كان في الأقلية”، مبيّناً أن “المعيار هو من يحمل رؤية لخدمة وحماية الناس بقوة الالتفاف الشعبي، هذا هو المعيار الذي سيؤثّر في رسم مستقبل لبنان في السنوات الأربع المقبلة”.

الى ذلك، أشار قاسم إلى “حماسة دولية غير عادية للانتخابات وحماسة من بعض الجهات الذين يواجهون مشروعنا الوطني، لاعتقادهم أن الانتخابات ستؤدي إلى أعداد كبيرة من النواب، بالتالي سيغيروا المعادلة بهذه الأعداد الكبيرة وبهذه الوجوه التي ستأتي، علماً أنهم يعدونا بوجوه جديدة، لكن سنرى بعض الوجوه الجديدة التي لا تتجاوز عدد أصابع اليد، والباقي كلّه ممن كانت لهم تجارب في البلد وخرّبه”.

ويريد الحزب من هذا الكلام، تثبيطَ عزائم الخصوم علّه ينفّس مشاركتهم ترشيحا وتصويتا في الانتخابات، الا ان رهانه سيخيب، وسيتعيّن عليه الانتقال الى لعب “ورقة” منع الاكثرية الجديدة، من الحكم، تختم المصادر.