IMLebanon

الدعوة للحوار ولدت ميتة: هدفُها تعويم التيار؟!

جاء في “المركزية”:

في نهاية عهده، قرر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الدعوة الى طاولة حوار لمناقشة 3 ملفات: هي الاستراتيجية الدفاعية وخطة الانقاذ المالي واللامركزية. غير ان هذه الطاولة، يبدو وُلدت ميتة ولن تنعقد، لاكثر من معطى.

فبحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، صمتُ معظم القوى السياسية – باستثناء تكتل لبنان القوي ذراع العهد النيابية – ازاء هذه الدعوة، يشكّل في حدّ ذاته موقفا سلبيا منها، وهو دليل عدم رضى وعدم حماسة. الحلفاء، وأوّلهم حزب الله، قبل الخصوم، لم يعلّقوا عليها حتى الساعة. وحده، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، غرد قائلا “فوق كل الحسابات السياسية الخاصة والعامة فانني اعتقد أن دعوة رئيس الجمهورية للحوار هي اساس لكن الاهم ان يجتمع مجلس الوزراء للبدء في التفاوض مع المؤسسات الدولية وذلك قبل الانتخابات النيابية”. اما اوساط رئيس مجلس النواب نبيه بري، فأشارت الى ان الاخير لا يمانع انعقاد طاولة كهذه والى انه سيشارك فيها اذا التأمت.

في المقابل، اعترض السراي على جدول اعمال الحوار، في موقف لا يساعد ايضا على عقده. فقد اعتبر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي انه يجب ان يركّز على الحياد والنأي بالنفس معلنا: المهم التفاهم الداخلي من خلال طاولة حوار باتت أكثر من ضرورية ، على تمتين علاقات لبنان العربية ولا سيما مع دول الخليج وعدم التدخل في شؤونها الداخلية أو الاساءة اليها باي شكل من الاشكال، وعدم الانخراط في ما لا شأن لنا به ولا سيما في اليمن… كما انه رفض طرحَ خطة الانقاذ على الطاولة العتيدة لانها يجب ان تناقش وتقرّ في مجلس الوزراء.

كنّا لنكون اكبر المتحمسين للحوار لو طلب عون عقدَه في بداية العهد، تتابع المصادر، الا ان استفاقته على جَمع هذه الطاولة، في هذا التوقيت بالذات، عشية الانتخابات النيابية من جهة، وفي آخر ايام عهده من جهة ثانية، لا تبدو بريئة. فهذه الدعوة استلحاقية، بحسب المصادر، وتهدف الى أمرَين: أولا، توجيه العهد رسالة الى الخارج يقول لهم فيها انه وفى بما التزم به قبيل انتخابة رئيسا، لجهة الدعوة الى حوار يناقش الاستراتيجية الدفاعية. وثانيا، تبييض صفحة الفريق الرئاسي، والتيار الوطني الحر في شكل خاص، في عيون الرأي العام قبيل استحقاق ايار، فيظهر وكأنه حاول ما أمكن لإنقاذ البلاد، أكان ماليا واقتصاديا عبر البحث في خطة التعافي، او “سياديا” عبر فتح اوراق “الاستراتيجية”، حتى انه طرح مخرجا مفيدا وجيدا لمستقبل لبنان هو “اللامركزية”… غير ان الاطراف الاخرى، لم تتجاوب معه. ويتطلّع العهد الى ان يقطف ثمار هذه المعادلة “شعبيا” في الصناديق، فيعوّم نفسه في وقت تُظهر كل الاستطلاعات ان ارقامه غير مريحة البتة…

لكن هذه الطاولة “الملغومة” يبدو لن تنعقد لحسن الحظ، وفق المصادر. وحتى لو التأمت، فإن الناس باتوا في مكان آخر ويعرفون ان “الطائف” ينص على وحدة السلاح وعلى اللامركزية وهو لم يطبّق، وان الانقاذ لن يأتي على يد مَن أوصلوا البلاد الى الهلاك مهما حاولوا تلميع صُوَرهم، والاهمّ انهم يعرفون جيدا ان الخلاص سيأتيهم عبر الانتخابات، وفقط عبرها.