كتبت راجانا حمية في “الأخبار”:
ألف و400 إصابة هو الفارق في عداد الإصابات بفيروس كورونا بين ليلةٍ وضحاها. وفيما كانت المفاجأة الأقسى أول من أمس مع إعلان وزير الصحة فراس أبيض، في مؤتمره الصحافي، عن تسجيل 3 آلاف و153 إصابة للمرّة الأولى منذ بداية المرحلة الرابعة من التفشي، كانت المفاجأة الأكبر أمس مع تسجيل العداد 4 آلاف و537 إصابة دفعة واحدة.
ليست الأرقام وحدها هي ما يؤرق في ما يجري اليوم، وإنما سرعة الانتشار والتغيّر الأسرع في المؤشرات الدالة على تأكيد دخول البلاد مرحلة التفشي، ولا سيما تفشي متحور «أوميكرون» محلياً. وبالنظر إلى الأرقام، يتبين أن نسبة الإيجابية في الفحوص ليوم أمس فقط بلغت نحو 17%، إذ سجّلت نسبة الـ4500 إصابة من أصل 29100 فحصٍ أجريت بين المختبرات المحلية ومطار بيروت الدولي. وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، سجل مؤشر إيجابية الفحوص نسبة 12% (بلغ أمس 12,2%) وهو رقم ينذر بالخطورة. ويضاف إلى ذلك أيضاً خطر امتلاء غرف العنايات الفائقة بالمصابين، لا سيما غير الملقحين منهم (كانت نسبة غير الملقحين أمس في غرف العناية 82% وعلى أجهزة التنفس الاصطناعي 89% وفي غرف العزل العادية 98%).
وفي أسباب هذه القفزة، ثمة تفسيران يوردهما المعنيون. الأول هو الارتفاع «المفاجئ» في أعداد الإصابات خلال اليومين الماضيين بسبب «ازدياد المقبلين على إجراء فحوص البي سي آر لقضاء ليلة رأس السنة»! والثاني يتعلق بمتحور «أوميكرون» الذي دخل البلاد قبل ثلاثة أسابيع تقريباً، إذ سبق هذا الأخير في انتشاره المتحور البريطاني «ألفا».
وفي هذا الإطار، يشير المسؤول في مختبر «كوفيد» في الجامعة اللبنانية، الدكتور فادي عبد الساتر، إلى أن 60% من الفحوص الإيجابية التي أجريت في مختبري مستشفيي «بهمن» و«الرسول الأعظم» تعود إلى المتحور «أوميكرون»، ما يعني أن «التفشي المحلي في أوجه»، وللتدليل على ذلك «تكفي العودة إلى ما يجري في بريطانيا وفرنسا بالنسبة لسرعة انتشار أوميكرون».
الأسوأ من ذلك كله، هو ما يجري في مطار بيروت الدولي، إذ أشار عبد الساتر إلى «دخول عدد كبير من المسافرين يحملون نتائج بي سي آر مزورة»، إذ إن معظم من يحملون تلك الفحوص جاءت نتائجهم إيجابية خلال 48 ساعة، ما يطرح علامات استفهام حول النتائج التي يحملونها. ولذلك، فإن وزارة الصحة العامة مدعوة لإجراء التحقيقات اللازمة ومراقبة نتائج بعض الرحلات الآتية من بعض الأماكن.