جاء في “المركزية”:
بعيدا عما اذا كانت دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى الحوار جاءت متأخرة أم لا، فإن دوائر الرئاسة الاولى لا تزال في موقع رصد ردود الفعل على الخطوة التي جاء بعضها منتقدا ومصنفا إياها في اطار التعويم والدعم اللذين يتطلع اليهما العهد في السنة الاخيرة من الولاية.
وفي حين تفيد المعلومات ان بعبدا بدأت تتحضر لتوجيه الدعوات الى طاولة الحوار، وفق جدول الأعمال الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية، خصوصا بعد ورود انباء عن استعداد الثنائي الشيعي لتلبية الدعوة، الا ان الاكيد أن حضور “أمل” وحزب الله غير كاف لانعقاد الطاولة، سيما أن هناك مواقف عديدة من الاحزاب والقوى لا يزال يكتنفها الغموض وأما لم يعلن عنها بعد، ومنها ما اعرب عنه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي قال معلقا: “يبقى الاهم عودة الحكومة الى الاجتماع لمعالجة الملفات المعيشية والاقتصادية وأستكمال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي”، في حين ابلغ الرئيس سعد الحريري الرئيس عون اليوم اعتذاره عن عدم المشاركة، لان أي حوار على هذا المستوى يجب ان يحصل بعد الانتخابات النيابية “.
عضو كتلة الجمهورية القوية النائب فادي سعد يقول لـ”المركزية” في هذا السياق: “لقد أعلنت القوات اللبنانية رفضها مثل هذا الحوار غير المجدي وغير الجدي حتى من قبل صاحب الدعوة والراعي نفسه، وذلك ليس من قبيل الرفض للرفض، أنما أنطلاقا مما ثبت لنا كما للجميع أن الحوار في لبنان مع هذه المنظومة الحاكمة والمتحكمة بالبلاد منذ عهود وعقود هو حوار “طرشان”، بدليل أننا كقوات لبنانية شاركنا في طاولة 2006 ثم 2008 وكانت النتيجة المزيد من التشرذم والانهيار، حتى وصلنا الى ما نحن عليه من معارك حول تفسير الدستور، والصلاحيات كل يغني على ليلاه بحيث سقط النظام ولم يعد قائما. من هنا جاء رهاننا على الانتخابات النيابية التي لا بد أن تشكل مفصلا في الذهنية المتبعة من قبل المتوارثين للحكم من جهة، ومحطة لطرح المواضيع والامور المشكو منها من جهة ثانية، بدءا من وجود نظام حقيقي شفاف وعادل سواء من خلال تعديل القائم أو من خلال صيغة جديدة حديثة وصولا الى السلاح المتفلت وغير الشرعي الذي يحول دون امساك الدولة بالقرار”.