تسلّم رئيس منتدى الفكر العربي الأمير الحسن بن طلال جائزة “صنّاع السلام”، التي تمنحها أكاديمية هاني فحص للحوار والسلام، وذلك تقديرًا لدوره في تنمية ثقافة الحوار والتعددية وصناعة السلام.
وأكد بن طلال، خلال الحفل، “ضرورة تعزيز الحوار بين أتباع الحضارات والثقافات والشعوب على أساس احترام القيم المشتركة”، مشيرًا “إلى أن “الاعتراف بالقيمة الجوهرية للإنسان والقيم الأخلاقية المشتركة بين كل المجتمعات هي القوة الدافعة وراء العمل المشترك من أجل خير الجميع”.
وأضاف أن “احترام القيم المشتركة يتطلب إقامة شبكات من المعرفة، والتركيز على الحوكمة الرشيدة وإعادة ترتيب الأولويات والتركيز على تطوير السياسات من أجل الإنسان”.
ودعا بن طلال إلى “إيجاد مادة دراسية خاصة تدخل في المناهج الوطنية تهدف لتحقيق فهم أفضل للقضايا الإنسانية وحقوق الانسان وتنمية التفاهم بين الشعوب”، مؤكدًا أن “القدرة على إدارة الشأن الإنساني بحكمة وفهم الاختلاف يتطلب تغييرًا معرفيًا وتربويًا، وذلك لتمكين وتفويض الجيل القادم”.
واستذكر، في كلمته، “جهود الأديب ورجل الدين الراحل هاني فحص حيث كان مفكرًا حرًا وباحثًا عنيدًا استمر في نقد ومراجعة كل فكرة تُخرج آدمية الانسان وتمس كرامته”، لافتًا إلى أن “فلسطين سكنت عقل ووجدان الراحل فحص وانه لم يتردد لرفع الظلم والعدوان عنها”.
وكان رئيس جائزة “هاني فحص للحوار والتعددية” مصطفى هاني فحص قال في كلمة افتتح فيها حفل التكريم: “إن اكاديمية هاني فحص للحوار والتعددية وشركاءها التي انبثقت عنها جائزة هاني فحص لصناع السلام ارتقت ان تذهب الجائزة هذا العام للأمير الحسن بن طلال لدوره الانساني والمعرفي والتنويري الصادق في الانفتاح والحوار وصناعة السلام والتجديد”.
وأشار فحص إلى ما يحصل من أحداث وصراعات في المنطقة العربية، داعيًا إلى أن “نبقى مجتمعين ومتحدين ومتواصلين، وإلى استفزاز الانفتاح والتسامح والمشاعر الإنسانية الخالصة والاستمرار في نهج الحوار مع الاخر”.
بدوره، اعتبر وزير الثقافة العراقي ورئيس كرسي اليونسكو في جامعة الكوفة في العراق حسن ناظم أن “مناسبة منح الجائزة للأمير الحسن بن طلال هي مناسبة لتنمية العمل وتطوير المؤسسات الفاعلة في ميدان الحوار والتعددية”، منوهًا بأن “اللقاء هو لقاء الفكر والممارسة في شخصيتين كبيرتين؛ الأمير الحسن بن طلال والراحل هاني فحص عبر الجائزة التي مهرت باسمه للحوار والتعددية”.
وأضاف أن “أعمال بن طلال جُسدت على الحوار والتعددية، ونظرًا وعملًا وسعيًا حثيثًا لتأسيس الاعتراف بهما طريقا للوحدة في التنوع ومصدرا لحماية أوطاننا الثرية بالتنوع وتنمية لخطاب يتجذر يومًا بعد يوم في ممارسات الحياة والقانون والاعراف والاخلاق”.
وحضر حفل التكريم عضو المجلس الدستوري في لبنان ورئيس كرسي اليونسكو في جامعة القديس يوسف في لبنان أنطوان مسرة، ومدير أكاديمية البلاغي في النجف زيد بحر العلوم، والسفراء المعتمدون في الأردن لجمهورية العراق حيدر منصور هادي العذاري وجمهورية روسيا الاتحادية ديسياتنيكوف غليب فيليكسوفيتش والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية محمد الشريف كورطة وأمين عمان الكبرى الدكتور يوسف الشواربة وعدد من المسؤولين السابقين ورجال الدين والمفكرين.
يُذكر أن جائزة هاني فحص للحوار والتعددية تأسست عام 2016 وهي جائزة سنوية تُقدم في ثلاثة مجالات: صناع السلام، والدفاع عن التعددية، والبحث العلمي، حيث تمنحها أكاديمية هاني فحص للحوار والسلام وشركاؤها: كرسي اليونسكو في جامعة القديس يوسف – بيروت، وكرسي اليونيسكو في جامعة الكوفة – العراق، وأكاديمية البلاغي في النجف الأشرف في العراق، وجامعة القديس يوسف في بيروت، في سبيل متابعة تراث الراحل هاني فحص في مجالات الفكر الديني والتعددية والحوار.