Site icon IMLebanon

هل يحق لـ”الحزب” توزيع شهادات بالوطنية؟!

قلّ ان استُخدمت في الصراعات السياسية في العالم، حججٌ ومواقف منافية للمنطق تَستخفّ بالعقول والقوانين، الى الدرجة التي نراها ونسمعها اليوم في لبنان. فبحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، الاحتلال والوطنية والخيانة، باتت وجهة نظر خاضعة لحسابات ومصالح البعض عندنا ومفصّلة على قياسهم.

نهاية الاسبوع الماضي، اعتبر عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن “حزب الله وبعد أربعين عاماً من الاستهداف المتواصل عليه، لم يزدد إلاّ تأثيراً وتأييداً في لبنان والمنطقة”، مشيراً إلى أن “المنهزمين في المنطقة يشنون هجمة سياسية وإعلامية على حزب الله في مغامرة خاسرة لتعويض خسائرهم”. وقال “إن شعار “الاحتلال الإيراني” دليل على قمة الإفلاس والحقد الأعمى، لأن أحقادهم أعمتهم عن إدراك ما يضرهم وما ينفعهم”. وأضاف “لبنان الرسمي مطالب بالدفاع عن السيادة بوجه تدخلات وإساءات عدد من السفراء الذين يمعنون في مخالفة الأصول الدبلوماسية، ويبثّون سموم التفرقة بين اللبنانيين”. ورأى قاووق أن “تدخل بعض السفارات في الشؤون الداخلية يشكل تهديداً حقيقياً للأمن القومي”، مؤكداً أن “الموقف الإسرائيلي منّا ومن خصومنا يكشف حقيقتنا وحقيقتهم”.وختم قاووق بالقول “إن الذين تمتدحهم “إسرائيل” لا شأن لهم بالكرامة الوطنية، والذين تستهدفهم هم تاج الكرامة الوطنية”.

نعم، تضيف المصادر، الحزب الذي يعلن جهارا ان ماله وسلاحه ومأكله وملبسه من ايران، والذي يفتخر امينه العام بأن يكون “جنديا صغيرا في جيش الولي الفقيه”، يعتبر نفسه وطنيا أكثر من سواه، لا بل يخوّن منتقديه ويتهمهم بالعمالة والعمل لصالح السفارات والاجندات الاجنبية.

نعم، تتابع المصادر، الحزب الذي حوّل شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت الى شوارع يظنّ مَن يتجوّل فيها انه في طهران، لناحية تسمياتها والصور المنتشرة فيها وكلّها لقادة ومسؤولين ايرانيين، يريد ان يُقنعنا انه لبناني ٢٤ قيراطا وان خصومه خوَنة.

نعم، الحزب الذي وصفه احد قياديي الحرس الثوري الايراني بأنه واحد من جيوش الجمهورية الاسلامية في المنطقة الجاهزة للتحرك لتدمير اسرائيل متى اقتضى الامر ذلك، وهو منخرط في حروب المنطقة من سوريا الى اليمن، يرفض توصيفَه بالمحتلّ. فعندما يكون الجيش الغريب الموجود على ارضك ايرانيا، تستطرد المصادر، عليك ان تعتبره صديقا، اما اذا كان فرنسيا مثلا، فعندها يحق لك ان تعتبره احتلالا! اي ان هناك جيشا اجنبيا بسمنة وآخَر بزيت!

الاحتلال، يمكن ان يكون حلالا اذاً.

أبسط المفاهيم وأكثرها بديهية، ممنوعٌ على اللبنانيين ان يدافعوا عنها او خُوّنوا، ويسود اللامنطق وحُكمُ الاقوى اي شريعة الغاب. لكن هذه العصفورية السياسية لا يمكن ان تدوم، ويجب الا تدوم والانتخاباتُ فرصة لانهائها والانتفاض ضدها. فالسيادة والاستقلال لا يُجزّآن او يخضعان لأهواء البعض، خاصة اذا كان هذا البعض فصيلا مسلّحا من الخارج، يضحي بلبنان وشعبه كرمى لمصالح هذا الخارج.. بل يجب إفهام هذا البعض انه آخر مَن يحق له توزيع شهادات بالوطنية وتصنيف الناس، تختم المصادر.