رأى الناشط في المجتمع المدني المرشح المفترض للانتخابات النيابية عن دائرة بعلبك الهرمل علي صبري حمادة، ان قوى التغيير في البقاع الشمالي، تسير بخطى بطيئة انما ثابتة، لتأليف لائحة انتخابية موحدة في مواجهة القوى السياسية التقليدية وعلى رأسها حزب الله، علما ان اجراء الانتخابات النيابية في شهر مايو المقبل، غير مضمون، خصوصا عندما تأتي استطلاعات الرأي، لتؤكد ان صناديق الاقتراع لن تحمل في داخلها المن والسلوى لصالح القوى الحاكمة، فأي حدث امني مفتعل قبل موعد الانتخابات، من شأنه ان يخربط الحسابات ويقلب المقاييس رأسا على عقب.
ولفت حمادة في تصريح لـ «الأنباء»، الى ان أحدا لا يتنكر لقدرة حزب الله التجييرية في البقاع الشمالي، لكنه وبالرغم من حضوره القوي، فإن مشكلته الأبرز التي ستجعله يعيد حساباته، تتجسد بإمكانية توصل قوى التغيير الى تأليف لائحة موحدة في المنطقة، سيما وان استطلاعات الرأي، اكدت وتؤكد تباعا ان حليفه البرتقالي اوهن من خيط العنكبوت في البقاع الشمالي، ولن يكون بالتالي سندا انتخابيا له في مواجهة قوى التغيير، هذا من جهة، مشيرا من جهة ثانية، الى ان شريحة واسعة من الطائفة الشيعية المتعاطفة مع حزب الله، تعيش تحت خط الفقر، وقد ضاق صدرها من سياسة شد العصب دون فائدة ملموسة تشبع بطونهم الخاوية، وهي بالتالي لن تتردد في اعتماد خيارات بديلة عن خيارات حزب الله.
وردا على سؤال، أكد حمادة ان الطائفة الشيعية في لبنان والمنطقة العربية، مخطوفة من قبل ايران وأدواتها المسلحة، وذلك تحت شعارات براقة ظاهرها مقاومة إسرائيل، وباطنها تنفيذ الاجندة الإيرانية، معتبرا بالتالي ان ايران، جعلت من الطائفة الشيعية في لبنان، صندوق بريد لتوجيه الرسائل النارية الى دول الخليج العربي، فيما لبنان وشعبه وجيشه يدفعون ثمن هذه الرسائل غير المحسوبة، ناهيك عن ان الطائفة الشيعية في لبنان تظهر بفعل تصرفات حزب الله وكأنها «النعجة السوداء في القطيع العربي».
واردف: «نحن الاعتدال الشيعي العربي في لبنان، نحاول منذ بداية التسعينيات التصدي لهذا التيار المتطرف، سواء عبر الانتخابات النيابية، أم عبر العقدين الاجتماعي والسياسي، الا ان المشكلة التي تواجهنا، هي اننا نتصدى لفريق مدعوم إيرانيا بالمال والسياسة والتسلح، ومدعوم سوريا بكل ما توافر من إمكانيات، ناهيك عن انه مدعوم محليا ودون حساب من قبل رئاسة الجمهورية، لكن وبالرغم من محدودية امكانياتنا، لم ولن نستسلم حتى تحرير الطائفة الشيعية في لبنان من القبضة الإيرانية، وإرجاعها الى كنف الهوية اللبنانية العربية».
وختم حمادة معربا عن اسفه لكون الرئاسة اللبنانية، تتعاطى باستخفاف مع خطف ايران للطائفة الشيعية في لبنان، لا بل ان موقع رئاسة الجمهورية تحول في عهد الرئيس عون من حام للدستور الى غطاء لسلاح حزب الله وأجندته الإيرانية على حساب الشرعية والسيادة اللبنانية، وذلك من اجل حفنة من المكاسب السياسية لصالح الصهر، وبهدف تحصيل المواقع السلطوية المتقدمة له، مؤكدا ان سيف الفصل بين خيار المزرعة وخيار الدولة، سيكون للشعب في صناديق الاقتراع، وغدا لناظره قريب.