كتب عيسى يحيى في “نداء الوطن”:
بدأ المشهد الانتخابي في دائرة بعلبك الهرمل يزداد حماوةً وتتبلور الصورة أكثر فأكثر، وتتّضح معالم المعركة المرتقبة وأسماء المرشحين، رغم ضبابية التحالفات التي تنتظر ركود المياه السياسية التي عكّرت صفو العلاقات بين مختلف الأطراف والحلفاء.
أنهت معظم الأحزاب في البقاع الشمالي استعداداتها تحضيراً لخوض الاستحقاق النيابي في أيار المقبل، واستكملت الماكينات الانتخابية عملها وتحضيراتها، وعملت على استرضاء المزاج الشعبي والوقوف على مطالبه وهمومه، فيما لا تزال بعض الأحزاب في حالة سبات بانتظار وضوح الصورة ولمّ شمل محازبيها ومرشحيها وعودة رئيسها، وانهمكت أخرى في البحث عن الثغرات التي يمكن الدخول منها لإستمالة المواطنين غير المحسوبين على طرف سياسي أو ممّن يتخبطون بقرارات وانكفاء أحزابهم عن الساحة البقاعية.
على خط “حزب الله”، فقد استكمل ماكينته الانتخابية بعد تجديدها وتجهيز التحضيرات وجمع الملفات والهويات، واجراء الاحصاءات وسد الثغرات، ونظمت لقاءات مع نواب المنطقة لمتابعة المشاكل في بعلبك الهرمل، حيث قامت بتقديم المساعدات لدوائر النفوس غير المجهزة، وتسعى لدعم المؤسسات الرسمية والوقوف الى جانب الموظفين عبر سلسلة لقاءات أجريت اخيراً هدفها تقديم المساعدات المالية والمعنوية.
وذكرت مصادر خاصة لـ “نداء الوطن” أن “حزب الله”، ومنذ بداية الأزمة، وقف الى جانب البقاعيين سواء عبر التعاونيات الخاصة التي أنشأها ربطاً ببطاقات الامام السجاد التي تم توزيعها، وعبر المازوت الايراني وتقديم المساعدات الاجتماعية، وذلك بهدف نيل رضى المزاج الشعبي الذي بدا مرتاحاً لما يقوم به الحزب، كذلك انسحبت تلك المساعدات على بقية الطوائف بهدف جذب الأصوات للائحة الحزب لاحقاً”.
وأضافت المصادر “أن الحزب يدرس بشكلٍ جدّي مرشحيه للمرحلة المقبلة، وهناك لجان خاصة تقوم بهذه الدراسات على أن تقدّم الى مجلس الشورى لتحديد الأسماء التي لاقت قبولاً ويتم الاعلان عنها مطلع شباط بالتزامن مع تقديم طلبات اللوائح”.
وعن التحالفات في بعلبك الهرمل وزحلة، أشارت المصادر الى “انها غير واضحة حتى الآن، وهناك مروحة اتصالات ومداولات تجري وسيتم الاعلان عنها على صعيد لبنان ككل”.
واوضحت “أن المقعد الكاثوليكي في بعلبك الهرمل يبقى رهن التحالفات المركزية على صعيد كافة الدوائر، سواء تم التحالف مع “التيار الوطني الحر” الذي فاز بانتخاباته الداخلية روني نصرالله عن بعلبك الهرمل وبدأ جولاته الانتخابية بانتظار اعلان ترشيحه الرسمي، أو كان التحالف مع “الحزب السوري القومي الاجتماعي” الذي لم يعلن عن اي مرشح حتى الآن، مؤكدة على معلوماتٍ مفادها أن النائب جميل السيد الذي ترشح عن دائرة بعلبك الهرمل عام 2018باقٍ في مقعده خلافاً لكل المعلومات التي تحدثت عن نقل ترشيحه الى دائرة زحلة، ومشيرة الى أن نسبة الاصوات التفضيلية التي نالها في الانتخابات الماضية يقررها المواطنون في الانتخابات المقبلة.
وعلى خط حركة “أمل”، فقد حسمت إسم مرشحها في بعلبك الهرمل، وسيكون من نصيب النائب الحالي غازي زعيتر من دون أي تغيير بعدما نال أصواتاً تفضيلية مرتفعة عام 2018. أما “القوات اللبنانية” التي بدأت باعلان أسماء مرشحيها على صعيد لبنان، فمن المؤكد أن النائب الحالي الدكتور أنطوان حبشي سيكون مرشحها في الدائرة كون المعركة اليوم ستكون بشكل أساسي على المقعد الماروني وتحتاج إسماً قوياً، وكون حبشي نال أكثر من 13 الف صوت تفضيلي، فيما ينظر”حزب الله” الى المقعد بعين الاهتمام ورفضه بشكل قاطع خرقه.
وتشير المصادر ذاتها الى أن بوادر 4 لوائح تلوح في أفق وسماء دائرة بعلبك الهرمل، الأولى لـ”حزب الله” وحلفائه، والثانية لـ”القوات” وحلفائها، والثالثة قد يكون ضمنها تيار “المستقبل” الذي لم يحسم بعد خوضه المعركة ومرشحيه في بعلبك الهرمل بانتظار عودة الرئيس سعد الحريري، والرابعة لشخصيات شيعية مستقلة ومرشحين عن المقاعد الباقية (سني، ماروني، كاثوليكي).