كتب عماد موسى في “نداء الوطن”:
“المنتج نزيه: شو هَوْ مأيدلي غضب الأهالي 10 آلاف ليرة؟
شو هيدا غضب الأهالي بالمسرحية يعني؟ شو بيصير؟
المخرج نور: منشوف الأهالي بيكونوا فرحانين بيحصل شي معيّن وبيغضبوا.
نزيه: شو بيعملوا بالعشرة آلاف ليرة؟
نور: هاي العشرة آلاف ليرة حق الشراويل عند ما بيغضبوا الأهالي.
نزيه: وضروري وقت يغضبوا الأهالي يغيروا شراويل؟
نور: إيه طبعاً ما هي شراويل الغضب غير شراويل الفرح سيد نزيه.
نزيه: إنو الغضب هلأ بيكلّف 10 آلاف ليرة؟
نور: شو مش مصدقني؟ عم ببلفك يعني؟…”.
هذا الحوار بين زياد رحباني (أستاذ نور) وبطرس فرح (منتج مسرحية “جبال المجد” مستقى من مسرحية “شي فاشل” التي عُرضت في الحمرا في العام 1983. إنتقد الرحباني،على طريقته، الفولكلور ومواضيع بعض العروض الرحبانية، ولعل أقوى محطات “شي فاشل” مونولوغ أبو الزلف ( زياد أبو عبس).
تسبب “غضب الأهالي” في المسرحية بقهقهات، وكم أسقطت الشراويل الصفر على مشاهد من الحياة اليومية. ولكل غضب، خارج المسرحية تبعات.
أهالي شقرا إن غضبوا اعترضوا دوريات الكتيبة الإيرلندية، رجموها بالحجارة، وحطّموا آلياتها.
أهالي الغبيري إن غضبوا هجموا على عين الرمانة.
أهالي عين الرمانة إن غضبوا أحسنوا وفادة الغزاة بالمتوافر بين أيديهم.
أهالي الأوزاعي إن غضبوا أوقفوا الملاحة الجوية بين مطار رفيق الحريري الدولي ومطارات العالم.
أهالي برجا إن غضبوا قطعوا المرجوحة بين سطوحي وسطوحها.
أهالي الشمال إن غضبوا أحرقوا مخيّماً.
أهالي حي الشراونة إن غضبوا أخرجوا الأسلحة المتوسطة والصاروخية من خزائنهم وأحيوا التراث بفواصل من الرصاص.
بعض أهالينا الثوار إن غضبوا حطّموا واجهات المحال التجارية وماكنات الصرافة الآلية.
والسائقون إن غضبوا، طلع من بين صفوفهم، جون واين القسيس، لا راكباً صهوة جواد ولا جالساً خلف مقود شاحنة سكسويل بل خطيباً مفوّها ناطقاً باسم الطبقات الكادحة.
الأهالي يغضبون. وممثلوهم يغضبون أيضاً.
جبران باسيل إن أعلن غضبه على نبيه بري أو على “حزب الله”، ينفث معظم سمومه على سمير جعجع.
و”حزب الله” إن غضب من سمير جعجع يشعل حرباً إعلامية على السعودية وأمريكا.
والسيد الرئيس إن وقف مع غضب الأهالي أو غضِب من معطلي حكومة السيد ميقاتي وعلى رأسهم السيّد والإستيذ وميقاتي نفسه، يحمّل “مسؤولية خسارة الناس أموالهم وخسارة الدولة أموالها” لمن رفضوا الـ “انفيتايشن” الى مائدة الحوار.
مسرحية الحوار هي النسخة العونية من “شي فاشل”، او “شي فاشل” بطبعة درامية!