IMLebanon

اتصال عالي النبرة… ماذا جرى بين عون ونصر الله؟

كتبت منال زعيتر في “اللواء”:   

حتى لو تحصنت السلطة في لبنان بالطائفية والمذهبية لحماية نفسها الا انها «حتما ساقطة»…يوما ما سينتفض الشعب اللبناني ضد كل الشعارات المنمقة التي تعدنا بها وسنستعيد لبنان «حرا سيدا مستقلا» من كل هذه الطبقة الفاسدة التي حرمتنا ابسط حقوقنا ومنعتنا ان نعيش بكرامتنا تحت سقف هذا الوطن.

لبنان يا سادة ليس ملكا لكم وليس حكرا لاولادكم وحاشيتكم .. لبنان يا سادة لنا والانتخابات لن تفرز امثالكم …لربما سلبتونا لقمة عيشنا ولكنكم لن تسلبونا كرامتنا مهما فعلتم… «كلن يعني كلن» دون استثناء والاتي اعظم بانتخابات او بدونها…

والمؤسف ان هذه السلطة تدعي العفة وتعلن عدم مسؤوليتها عن الانهيار الذي نعيشه ، موضوع الانتخابات النيابية مثال فاضح عما تحاول القيام به لحماية نفسها من المحاسبة والمساءلة … التيار الحر يساوم من تحت الطاولة لاعادة البحث في بند قانون اقتراع المغتربين على امل تطييرها ..ما كان يسمى بقوى ١٤ آذار تقر في مجالسها الخاصة بان الانتخابات سوف تعيد تكريس الاكثرية في المجلس النيابي لحزب الله وحلفائه وبالتالي لا مصلحة باجرائها.. هنا يعلن احد الدبلوماسيين بكل جرأة بأن هناك من فاتحهم من الموالاة والمعارضة بضرورة ايجاد مخرج لتاجيل هذه الانتخابات…وحده الثنائي الشيعي وباعتراف الد اعدائه لا يمانع باجرائها في موعدها لا سيما وانها سوف تخدم حسب توصيف الدبلوماسي في شرعنة هيمنته على البلد وفرض خياراته كاكثرية شرعية وتحديدا في ملف انتخاب رئيس جديد للجمهورية وفي تغيير النظام اللبناني.

وتساءل الدبلوماسي المعادي لحزب الله بانه اذا كان الحزب غير قادر على المونة على التيار الحر ورئيس الجمهورية ، فكيف يفسر اذاً الاتصال الهاتفي الذي تلقاه الرئيس ميشال عون من الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله والذي سمع فيه عون كلاما عالي النبرة من السيد حول ضرورة وقف التصعيد السياسي والاعلامي ضد الثنائي الشيعي وتحديدا رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهل يمكن عزل هذا الاتصال عن موافقة عون على فتح الدورة الاستثنائية للمجلس؟؟

واضاف الدبلوماسي، ان كل المعلومات المتوافرة لدينا تفيد بأن التفاهم بين التيار الحر والحزب بات مجرد حبر على ورق وهو مؤقت لحين البت بملف الانتخابات النيابية وبطلب الرئيس عون التمديد له اذا افشلت الانتخابات لاي سبب من الاسباب، علما ان هذا الكلام يتنافى مع ما تعلنه قيادات الصف الاول في حزب الله حول اهمية التفاهم مع التيار الحر وضرورة استمراره.

وباعتراف الدبلوماسي، فان الازمة اليوم في لبنان ازمة سلطة ونظام ولا قدرة لأي فريق في الداخل اتخاذ قرار الربط في اي ملف حتى لو كان تعيين اصغر موظف في الدولة … يقول الدبلوماسي بأن لبنان ملفه شائكا وليس مرتبطا فقط بالمحادثات الاميركية-الايرانية او الايرانية-السعودية، فحزب الله قراره حر ومستقل والايراني لا يفاوض نيابة عن احد، وعليه، فان حل الخلاف بين السعودية وايران حول الملف اليمني لا يعني بالضرورة انفراج الساحة اللبنانية، والمباحثات بين الطرفين يجب ان تستلحق بمباحثات بين المملكة والحزب وغير هذا الكلام مضيعة للوقت.

ما كشفه الدبلوماسي حول ضرورة بدء مفاوضات مباشرة بين الحزب والمملكة طرح جديد من نوعه، ولاول مرة دوائر غربية معادية للحزب تقول بضرورة واهمية هذا الحوار ، والذي ربطته بمآل المفاوضات الايرانية- الاميركية الايجابية.

وبناءً عليه، كشف الدبلوماسي عن أن هناك جهات عربية على تواصل غير معلن مع الحزب طرحت نفسها كوسيط لاعادة ترتيب علاقة الحزب والدول العربية وتحديدا السعودية، وقال الدبلوماسي ان توقف الطرفين عن التصعيد الكلامي اقله في المرحلة الاولى كاف لفرض ما يشبه «ربط نزاع» مبدئي بانتظار ما ستسفر عنه المفاوضات حول الملف النووي وملفي اليمن وسوريا.

ولكن السؤال الذي طرحناه على الدبلوماسي ، هل تواصل اي طرف مع حزب الله او المملكة حول هذا الطرح، ام انه مجرد قنبلة صوتية في الوقت الضائع ما بين انهيار لبنان واعادة ترتيبه على وقع اعادة ترتيب المنطقة من البوابات اليمنية والسورية والعراقية؟