محمد أحمد – “العربية”:
قصة إنسانية تبرز علاقة أب وابنه، وسط ظروف اجتماعية صعبة، كانت هي السبب في أن يتحول الفنان التونسي ظافر العابدين من خانة الممثل إلى كرسي المخرج ليقدم أولى تجاربه في عالم الإخراج من خلال فيلمه الأخير “غدوة” والذي شهد ردود فعل غير عادية من قبل الجمهور والنقاد وحتى الفنانين وصناع السينما لقدرة ظافر على تقديم “تحفة إنسانية” كما وصفتها إلهام شاهين..
رحلة طويلة قام بها ظافر لتقديم هذا العمل، الذي شارك فيه ليس بالإخراج فقط بل والتمثيل والإنتاج مع درة بو شوشة، ومع نجاح “غدوة” سيعود لمسلسله الناجح “عروس بيروت” من خلال الجزء الثالث، كما ينتظر عودته للسينما من خلال فيلم “العنكبوت”، في أول لقاء له مع منى زكي والسقا والمخرج أحمد نادر جلال.
وفي حواره مع موقع “العربية.نت” كشف عن العديد من التفاصيل المختلفة عن تلك الأعمال الثلاثة
الكثيرون رأوا أن فيلم “غدوة” هو فيلم سياسي من الدرجة الأولى؟
الفيلم ليس سياسيًا لكنه عمل فني يحكي علاقة أب وابنه، فالأحداث تدور في يوم ونصف ويرصد ما يحدث في بلاده والمجتمع التونسي والظروف التي يمر بها سواء سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، فهو فيلم إنساني أساسه العلاقة الأسرية، والصراحة لم أفكر نهائيا في طريقة تفسير الجمهور للفيلم، فلقد كان الأهم لدي هو العمل، وأن تكون قصته واقعية حتى يتفاعل معها الجمهور ويصدقها.
ألم تكن خائفا من أنها تجربتك الأولى في الإخراج؟
كنت مرعوبا، ولكني سعيد أن أول تجاربي كمخرج هو “غدوة”، وأنا الذي اخترت هذا النص السينمائي لأن فكرة الإخراج موجودة لدي منذ فترة لكن كنت أقوم بتأجيلها حتى أجد النص الذي يجذبني لذلك.. أما عن تجربة الإخراج والتمثيل في نفس الوقت فكان أهم شيء فيها هو التحضير للعمل بشكل جيد، وفريق عمل لديه نفس الحلم ونفس الفكرة، ففي أول يوم تصوير كان لدي أفكار كثيرة، ولكن ما إن وصلت لموقع التصوير شعرت بالراحة واستمتعت بالتجربة لأقصى حد.
كيف قمت باختيار فريق عمل فيلم “غدوة”؟
كان لابد أن يكون كل فريق العمل متحمس للمشروع ومؤمن به، ولا يتعامل مع الأمر على أنه مجرد عمل يجب أن ينتهي في مدة محددة، كما قمت بإجراء اختبارات كاميرا لعدد كبير من الأطفال، وشعرت أن أحمد هو البطل الأنسب للدور، فهو يمتلك إحساسا مرهفا مثل بطل العمل، وواسع الأفق، وواثق من نفسه، ولديه ثبات انفعالي، ورغم مساحة دوره الكبيرة، والتي تقترب من البطولة، فهو استطاع أن يثبت نفسه، وتمتع بالمصداقية في كل مشاهده.
هل هناك نية بمشاركة فيلمك في مهرجانات أخرى بعد “القاهرة السينمائي”، و”البحر الأحمر”؟
بالتأكيد، لدينا خطة لترويج الفيلم عبر عدة مهرجانات عربية وعالمية، وسعيد جدا باختياره ضمن قائمة أفضل ثمانية أفلام عربية لسنة 2021.
جزء جديد من “عروس بيروت” ينتظر الجمهور يوم 23 يناير؟ حدثنا عنه؟
لم يكن من المفترض أن يكون هناك جزء ثالث من المسلسل، لكن بعد النجاح الذي حققه الجزأين الأول والثاني، كانت هناك مطالبات كثيرة من الجمهور لتقديم جزء جديد، فالعمل تصدّر قائمة الأعلى مشاهدة والأكثر بحثاً في كل الدول العربية، وذلك لأن الجمهور صدقه، لما يُعبر عنه بصدق، عن الأسرة ومشكلاتها، ونحن الآن في انتظار عرض الجزء الجديد وهناك العديد من المفاجآت، والقصص والخيوط الدرامية جديدة، ومتحمسين لآراء الجمهور بعد العرض، فأنا لم أتعاقد على أي عمل فني لرمضان المقبل 2022، لأني منشغل بالانتهاء من هذا المسلسل.
أثير الجدل حول المسلسل وأنه مأخوذ من عمل تركي؟
الاقتباس لم يُشكل أي أزمة إطلاقاً، وليس جديداً على الفن في مختلف دول العالم، لكن من الضروري عند اقتباس أي عمل أن يتم تقديمه بشكل يتماشى مع عادات وتقاليد المجتمع.
وما رأيك في فكرة عرض الأعمال على المنصات؟
المنصات أصبحت أمراً واقعاً في الوقت الحالي، وتحظى بنسبة مشاهدات مرتفعة، كما أنها تساهم في تسويق الأعمال الفنية، لكنها لن تكون بديلاً للسينما، فالدخول إلى قاعة العرض لمشاهدة عمل سينمائي أمر مختلف تماماً عن مشاهدة فيلم عبر الهاتف المحمول، وأنا سعيد لمشاركتي الحقيقة في أعمال فنية تعرض حصريا لجمهور المنصات الرقمية، ومنها مثلا “خط دم” و”عروس بيروت” على “شاهد VIP”، بالإضافة إلى مسلسل “THE EDDY” على “نتفليكس”.
وماذا عن فيلم “العنكبوت” خاصة وأن أول تجربة سينمائية مختلفة لك تجمعك بنجوم مثل السقا ومنى زكي؟
من الأعمال السينمائية الضخمة والمليئة بالأكشن والتشويق، فالعمل يحتوي على عناصر نجاح كثيرة بداية من الورق المكتوب باحترافية للسيناريست محمد ناير، مرورًا بالإخراج الأكثر من ممتاز للمخرج أحمد نادر جلال، بالإضافة إلى الفنانين المشاركين فيه، فهو عبارة عن تركيبه ممثلين قوية منها أحمد السقا ومنى زكى ومحمد لطفي وأحمد فؤاد سليم وزكي فطين عبد الوهاب، ويسرا اللوزى وريم مصطفى، لذلك متشوق جدًا لرد فعل الجمهور علي شخصيتي، حيث أقدم دوراً مختلفاً عن كل الأدوار التى قدمتها في مشواري الفني، ويمثل تحديا كبيرا بالنسبة لي، فأنا أجسد خلال العمل، شخصية فيها لمحة شر ومُركبة للغاية، حيث أقدم دور شقيق أحمد السقا الذي يُسبب له العديد من الأزمات على مدار الأحداث.
وما الذي يجعلك تراهن على فيلم “العنكبوت” بكل هذا الحماس؟
هناك معادلات واضحة تستطيع بها دراسة الفيلم ومستواه، فالفيلم يحتوي على كل عناصر النجاح من “ممثلين وسيناريو ومخرج”، وهذا ما جعلني أوافق على المشاركة في العمل على الفور بمجرد قراءته، بل وأراهن على هذا العمل حيث سيقدم للجمهور عملا جديدا من حيث الموضوع وطريقة تناوله وظهور الأبطال أيضا.
ولماذا تم تأجيل عرضه أكثر من مرة؟
الفيلم ضخم وأكشن، واستغرق تصويره الكثير، وانتهينا منه بالفعل لكن تتنظر الوقت المثالي لعرضه، في موسم إجازات وتكون انتهت الكورونا بشكل كبير، ولكننا جميعا متحمسون الحقيقة لعرض الفيلم.
أنت مقل في تقديم أعمال سينمائية مقارنة مع الأعمال التلفزيونية التي تقدمها؟
أحب الظهور في السينما بعمل مختلف ولا أقدم شيئا من أجل التواجد فقط، فالمهم بالنسبة لي هو قصة العمل والنجوم المشاركون معي فيه، وأن يكون الدور مؤثرا ومختلفا.