كتبت راجانا حمية في “الاخبار”:
منذ أسابيع، باتت أدوية كثيرة خارج التداول وفُقدت من رفوف الصيدليات، خصوصاً أدوية تضع حياة المرضى على المحك، كأدوية الأمراض السرطانية والمستعصية والمزمنة. الزيارات المتكررة للمرضى إلى مستودع الكرنتينا التابع لوزارة الصحة، غالباً ما تصطدم بالجواب المتوقع: «بعد ما وصل».
عتب وزير الصحة العامة، فراس أبيض، على المستوردين وأصحاب المستودعات لا يبدو «على قدّ المحبّة»، بل أقرب إلى اللوم لرفض معظم هؤلاء تحمل المسؤولية في ظل الانهيار وتحميلهم المريض وحده تبعات المأزق. والتأخر في الاستيراد حصل على رغم نيل الموافقات من مصرف لبنان، بحسب أبيض، أضف إلى ذلك ما «وصلهم» من المصرف إلى الآن عن المستحقات السابقة، والتي تقدرها وزارة الصحة بنحو 180 مليون دولار لأدوية ومستلزمات طبية ومواد أولية، وهو «رقم ليس بالسهل»، على ما تقول المصادر.
وإذ يبرر المستوردون التأخير بعطلة الأعياد التي تشمل الشركات العالمية أيضاً ما أسهم في تأخير الطلبات، إلا أنه بحسب مصادر الوزارة «كان يمكن تفادي هذا الأمر، لو أنهم جهّزوا طلباتهم مسبقاً عندما كانت الملفات تُدرس في المصرف المركزي».
مع ذلك، يفضّل أبيض أن يبدو أكثر تفاؤلاً اليوم، مشيراً إلى أن الانفراجة في أزمة الدواء باتت أكثر قرباً، محدداً توقيت ضخ الأدوية في السوق بين «الأسبوع المقبل أو الذي يليه على أبعد تقدير». أما بالنسبة لشروط الوزارة هنا، فهو أن يكون «أول الغيث» في مركز الكرنتينا، إذ يؤكد أبيض أن المستوردين وأصحاب المستودعات «ما فيهم يسلّموا الخاص قبل ما يسلّموا مرضى الوزارة». أما إذ تأخر الاستيراد عن ذلك، «عندها لكل حادث حديث»، بحسب مصادر الوزارة.