تتعامل الطبقة الحاكمة ببرودة قاتلة مع معاناة المواطنين حتى أضحى واجب اجتماع مجلس الوزراء منّةً تستوجب الشكر والامتنان تثميناً لقبول الثنائي الشيعي بدعوة الحكومة للانعقاد والبحث في الملفات الحياتية الملحة، فجاء اجتماع قصر بعبدا أمس بين رئيسي الجمهورية ميشال عون ومجلس الوزراء نجيب ميقاتي بمثابة الخطوة التمهيدية لاستئناف مجلس الوزراء أعماله الأسبوع المقبل، تحت سقف الشروط التي وضعها “الثنائي” لجدول الأعمال، فاتفق عون وميقاتي على “إدراج موضوعين أساسيين على الجدول وهما مشروع قانون الموازنة العامة للعام 2022 وخطة التعافي المالي والاقتصادي”.
وأوضحت مصادر مطلعة على أجواء لقاء بعبدا لـ”نداء الوطن”، أنّ الاجتماع بين رئيسي الجمهورية والحكومة الذي دام لنحو نصف ساعة “خلص إلى حصول تفاهم مشترك على جدول أعمال مجلس الوزراء بحيث سيصار إلى السير في البحث بالتوازي بين مشروع الموازنة وخطة التعافي ليتم الانتهاء منهما سوياً”، مشيرةً إلى أنّ الجلسة الأولى لمجلس الوزراء التي ستعقد في قصر بعبدا ستقتصر على عرض وزير المالية يوسف خليل “فذلكة الموازنة” بالإضافة إلى الخطوط العريضة لخطة التعافي، على أن يبدأ البحث التفصيلي في جلسات متلاحقة للحكومة تُعقد في السراي الكبير، على أن تكون الجلسة الأخيرة في بعبدا لإقرار الموازنة”.
ونقلت المصادر أنّ “جدول الأعمال المتفق عليه بين عون وميقاتي يتضمن أموراً حياتية ملحة سيتم بحثها في مستهل جلسة مجلس الوزراء، وأبرزها: المساعدة الاجتماعية، ومضاعفة تعويض النقل والانتقال للمدنيين وتعويض النقل المقطوع للعسكريين وتمديد الملاكات اضافة الى امور طارئة لاتخاذ القرارات المناسبة بشأنها”، لافتةً إلى أنّ “الجلسة ستعقد مبدئياً يوم الاثنين، لكنّ التوقيت الدقيق سيبقى مرتبطاً بموعد تسليم وزير المالية مشروع قانون الموازنة إلى الأمانة العامة لرئاسة الحكومة تمهيداً لتوزيعه على الوزراء قبل موعد الجلسة بثمان وأربعين ساعة، أي أنّ الجلسة ستعقد الاثنين إذا وصل مشروع الموازنة بين يومي الخميس والجمعة إلى السراي”.
وتزامناً، علمت “نداء الوطن” أنّ رئيس الجمهورية سيلتقي غداً الخميس أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في لبنان، على ان يلتقي عون السلك القنصلي يوم الجمعة كما درجت العادة الرئاسية في بداية كل سنة جديدة، حيث ستكون لعون في الغد كلمة يستعرض فيها كل التطورات التي يشهدها لبنان، فضلاً عن تطرقه إلى الموقف الرسمي اللبناني من مسألة التضامن العربي وإدانة كل اعتداء يطال أي دولة عربية، مع التأكيد في هذا المجال على الحرص على إقامة أفضل العلاقات بين لبنان والدول العربية، ولا سيما منها دول الخليج وتحديداً المملكة العربية السعودية، بينما ستتوجه الأنظار من ناحية أخرى إلى كلمة عميد السلك الدبلوماسي السفير البابوي لدى لبنان المطران جوزيف سبيتيري، وسط توقعات بأن تتضمن رسائل سياسية لا تخلو من انتقادات للطبقة السياسية.