كتب ألان سركيس في “نداء الوطن”:
يزداد منسوب الإهتمام بكل الدوائر كلما اقترب موعد الإنتخابات النيابية، إذ إن المعركة تخاض على الـ128 نائباً من أجل تغيير الأكثرية الحاكمة.
تحتل دائرة بعبدا قسماً من إهتمام القوى المسيحية والشيعية والدرزية، إذ إن القضاء الذي يشكّل دائرة لوحده فيه 6 مقاعد نيابية تتوزّع كالآتي: 3 مقاعد للموارنة، 2 للشيعة ومقعد للدروز.
في الإنتخابات الأخيرة لم تتوحّد القوى المعارِضة لـ»حزب الله» والعهد، فحصد تحالف «القوات» و»التقدمي الإشتراكي» مقعدين ذهبا للنائبين بيار بوعاصي وهادي أبو الحسن، في حين نجح تحالف «الحزب» – «التيار» – «أمل» في حصد 4 مقاعد، وتشتّتت أصوات بقية قوى المعارضة ولم تستطع الخرق.
وهناك عوامل عدّة تغيرت عن إنتخابات 2018، وهذه العوامل تمثلت بفشل العهد والإنهيار الذي سبّبته سياسته وسيطرة دويلة «حزب الله» على الدولة وحصول الإنهيار الكبير، كذلك فإن غزوة عين الرمانة ساهمت في شدّ عصب القوى السيادية.
وكان «التيار الوطني الحرّ» يعتبر أن بعبدا هي عرينه، فمؤسّسه الرئيس ميشال عون إبن حارة حريك واحتكر مقاعده النيابية بمساعدة «حزب الله» و»أمل» في إنتخابات 2009، في حين أن النسبية كسرت هذا الإحتكار.
بدورها، تستعدّ «القوات» لخوض معركة بعبدا النيابية، فهي تؤكّد أنها تستطيع لوحدها الحصول على حاصل ونصف وسترشح النائب بيار بوعاصي مجدداً في حين أن تحالفها مع حزب «الوطنيين الأحرار» سيرفع هذا الرقم لتقترب حصة الحزبَين من مقعدين.
ولأجل تحقيق هذا الهدف، فإنه بات من شبه الأكيد أن رئيس حزب «الوطنيين الأحرار» سيترشّح في بعبدا متحالفاً مع «القوات»، وعدا عن المكاسب الإنتخابية لهذا الترشيح، فإن الأساس هو خوض القوى السيادية المعركة بأشخاص ذوي رمزية. فكميل دوري شمعون هو حفيد الرئيس كميل نمر شمعون الذي يُعتبر البطريرك السياسي للموارنة وحامل إرث سياسي ووطني كبير وله رمزية تاريخية، كما أن لـ»الأحرار» حضوراً تاريخياً في بعبدا حيث كان «فخامة الملك» صاحب النفوذ الأكبر في القضاء وكان النائب الشيعي محمود عمّار، عمّ النائب علي عمّار، من أبرز رموز الشمعونية خصوصاً وأن كتلة شمعون كانت عابرة للطوائف والمناطق.
وتنطلق لائحة «القوات» و»الأحرار» من خطاب سياسي وسيادي واضح، خصوصاً وأن غزوة عين الرمانة لا تزال ماثلة أمام أعين أهالي المنطقة، وهم الذين ضاقوا ذرعاً من السلاح المتفلّت وزحف «حزب الله» باتجاه أحيائهم وسيطرته على الضاحية الجنوبية الواقعة ضمن نطاق بعبدا وتهجير المسيحيين منها وتهديد الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله بامتلاكه مئة ألف مقاتل، ما يعني التهديد المباشر لأبناء بعبدا الذين لا يؤيدون سياسته.
وإذا نجح تحالف «القوات» و»الأحرار» في حصد حاصلَين فإن ذلك يعني تراجع حضور «التيار الوطني الحرّ» من نائبين إلى نائب واحد، في حين أن التحالف مع الحزب «التقدمي الإشتراكي» سيرفع من حظوظ الحصول على 3 حواصل لأن «الإشتراكي» في بعبدا يملك حاصلاً سيضاف إلى أرقام «القوات» و»الأحرار».
وفي السياق، فإن أهالي عين الرمانة وفرن الشباك وبقية مناطق بعبدا لديهم غضب على «التيار الوطني الحرّ» يوازي الغضب على «الحزب»، لأن العهد فشل و»التيار» غطّى سلاح «الحزب» الذي يهددهم كل يوم، وبالتالي فإن المعركة في بعبدا هي سيادية بامتياز وإصلاحية أيضاً، في حين أن نتائج الإنتخابات تؤثر نسبياً على قاطن القصر.