Site icon IMLebanon

“الثنائي”: لا بديل عن الحريري

كتبت منال زعيتر في “اللواء”:

لا يمكن اعتبار غياب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عن الحياة السياسية اللبنانية مجرد حدث عابر… الرجل يملك الساحة السنية من اطرافها حتى لو تآكل رصيده الشعبي في الآونة الاخيرة، بالتالي، فان غيابه عن الساحة السياسية لأي سبب من الاسباب سيولد فراغا في الشارع اللبناني عموما والسني خصوصا لن تعوضه اية شخصية سنية اخرى مهما كانت مدعومة دوليا او عربيا، وباعتراف الثنائي الشيعي «فلا بديل عن الحريري»، وحتى لو كنا على خصومة معه، يبقى الرجل الممثل الاقوى عن طائفته ، والوحيد القادر على ضبط الشارع السني، اما بدعة رؤساء الحكومات السابقين فلن تنجح في تعبئة الفراغ السياسي والشعبي في حال غيابه.

ليس سرا ان الثنائي الشيعي كان اول من ناصر الحريري حتى في اوج خلافاته معه، ربما ينظر الثنائي بريبة الى اي قرار قد يتخذه الحريري بالغياب عن الساحة السياسية وترك اللعبة لغيره في حين انه «مطلوب منه المواجهة ومساعدة باقي الافرقاء على النهوض بلبنان».

قد يبدو غريبا بعض الشيء ان التمسك بالحريري يأتي في اولويات الثنائي، فالحفاظ على الرجل يعني الحفاظ على الوحدة الوطنية ومنع الفتنة «السنية-الشيعية» التي ما زالت مقوماتها متوافرة حتى لو انكر الجميع ذلك ، احداث خلدة مثلت خير دليل على ما كان يمكن ان يساق اليه البلد من بوابة هذه الفتنة تحديدا.

لا يستطيع الحريري الغياب مكرها او بقرار ذاتي محض،  يقول الثنائي:«انه على الحريري تحمل مسؤولية حماية طائفته بما يحفظ التوازن اللبناني» ، ومن هذا المنطلق تحديدا ،ثمة اتصالات يقودها الثنائي مباشرة مع الحريري ومع المقربين منه للاستفهام عن خلفية قراره بالانسحاب من الانتخابات النيابية.

وتشير المعلومات الى ان جهات اوروبية اجرت اتصالات مع جهات لبنانية نافذة للتحدث مع الرجل ومحاولة ثنيه عن قراره، وكشفت المعلومات عن وجود مسعى «اقليمي-دولي» لاقناع السعودية باعادة تعويم الحريري في المرحلة المقبلة لخطورة الفراغ في الساحة السنية في ظل التسوية «الاقليمية-الدولية» من سوريا الى اليمن والعراق وايران واميركا، ومما كشفته المعلومات ان الروس دخلوا بقوة على خط ايجاد مخرج لأي غياب للحريري عن الانتخابات النيابية المقبلة وما يتبعها غيابه حكما عن المشهد السياسي… وفقا لدبلوماسي عربي «فان انسحاب الحريري الآن سوف يؤدي الى غيابه كليا عن المشهد السياسي في لبنان وانتهاء التيار الذي اسسه والده الراحل الشهيد رفيق الحريري».

وفي ظل كل هذه الفوضى السياسية التي يتحدث عنها المعنيون في حال غياب الحريري، يمكن وفقا لمراجع رفيعة المستوى في البلد طرح جملة اسئلة جوهرية:

اولا: هل يكون غياب الحريري مدخلا لتأجيل الانتخابات النيابية؟

ثانيا: هل يشكل انسحاب الحريري من الحياة السياسية باباً لإبرام تسوية معه شبيهة بتسوية ٢٠١٦ التي اعادته الى رئاسة الحكومة وجاءت بعون الى رئاسة الجمهورية؟

ثالثا: هل تؤدي الاتصالات الدولية- الاقليمية الرفيعة المستوى والتي تشارك بها دولة عربية على خصومة مع الحريري الى اعادة تعويمه عربيا وسعوديا تحديدا واعادته الى لبنان كممثل اول لكل الدول السنية في العالم العربي؟؟؟