Site icon IMLebanon

قلق تونسي من مواجهة أفضل منتخب بأمم إفريقيا

تشهد الأوساط الكروية في تونس حالة من الترقب الممزوج بالقلق، قبل المواجهة المنتظرة بين منتخب “نسور قرطاج” ونظيره النيجيري، الأحد، ضمن دور الـ16 من كأس أمم إفريقيا، في مدينة غاروا الكاميرونية.

ويدخل المنتخب التونسي مباراة نيجيريا وهو مثقل بالمشاكل والعراقيل، التي كانت لها انعكاسات مباشرة على نتائجه خلال دور المجموعات، إذ ضمن تأهله للدور الثاني بعد حلوله ثالثا في مجموعته خلف منتخبي مالي وغامبيا، كما تكبد هزيمتين واكتفى بفوز وحيد جاء أمام موريتانيا متذيل المجموعة بصفر من النقاط.

وينظر الشارع الرياضي في تونس إلى مباراة نيجيريا بحذر كبير، وذلك في ضوء المردود الهزيل الذي أظهره “نسور قرطاج” في الدور الأول وخصوصا في المباراة الأخيرة أمام غامبيا، التي كانت بمثابة صدمة في أوساط المنتخب وكان وقعها مدويا لدى المتابعين ووسائل الإعلام المحلية.

ويرى كثيرون أن فرصة منتخب تونس في الصعود لربع النهائي صعبة للغاية بالنظر إلى قوة المنافس، منتخب نيجيريا الذي اختير أفضل منتخب في الدور الأول، فضلا عن استقرار نتائجه وتحقيقه 3 انتصارات من أصل 3 مباريات خاضها حتى الآن في البطولة.

ويرى المدرب السابق لمنتخب تونس مراد محجوب أن “المستوى الذي ظهر به منتخبنا حتى الآن يجعلنا نخشى سقوطا جديدا في النهائيات”، حيث “لم يقدم نسور قرطاج ما يؤكد أنهم سيراهنون على لعب الأدوار المتقدمة في البطولة، كما غاب عنهم الاستقرار، فبعد أن ظن الجميع أن مباراة موريتانيا ستكون البداية الحقيقية لتأكيد المستوى اللافت الذي ظهروا به في كأس العرب، جاءت مواجهة غامبيا ليكون وقعها بمثابة الزلزال في الأوساط الكروية، وظهر اللاعبون بأداء مخجل قبل أن يسعفنا الحظ بالتأهل ضمن المنتخبات أصحاب المراكز الثالثة”.

وفي حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، قال محجوب: “المنتخب التونسي افتقد في هذه النهائيات لتوجه تكتيكي واضح. لم تكن هناك هوية واختيارات موضوعية لا في الخطة ولا أيضا في التشكيلة. هناك خلل كبير في وسط الميدان خصوصا بغياب كل من غيلان الشعلالي ومحمد علي بن رمضان، اللاعبين اللذين كانا علامتين مضيئتين في كأس العرب لكن أقصيا لأسباب لا تبدو مقنعة بالمرة”.

ما بخصوص مباراة نيجيريا، يرى محجوب أن “اللاعبين والجهاز الفني قادرون على تحويل الضغط السلبي المسلط عليهم بعد خيبة الدور الأول إلى النجاح في تجاوز نيجيريا المدججة بالنجوم، التي كانت بالإجماع أفضل المنتخبات في النهائيات حتى الآن”.

ويضيف المدرب السابق لمنتخب تونس: “تبدو لي موازين القوى تميل لمصلحة نيجيريا، لكن ذلك لا يمنعني من القول إن منتخبنا قادر على تكذيب كل التوقعات، فكلما وجدنا أنفسنا غير مرشحين على الورق للفوز قدمنا أفضل مردود وحققنا المطلوب”.

ولا يختلف رأي محجوب عن توقعات الشارع الرياضي في تونس، الذي عاش على وقع الصدمة إزاء الوجه الشاحب لـ”نسور قرطاج” في الدور الأول، مما أفرز حملة شعواء طالت الجهاز الفني بقيادة المنذر الكبير في المقام الأول، واللاعبين واتحاد الكرة في المقام الثاني.

وكان منتخب تونس تعرض لجملة من الصعوبات، أكثرها وطأة تعرض 13 من لاعبيه للإصابة بفيروس كورونا، مما استوجب غياب بعضهم عن مباراة موريتانيا في الجولة الثانية ثم غياب البقية عن المباراة الأخيرة أمام غامبيا.

كما تعرض الكبير بدوره للإقصاء من قبل حكم مباراة تونس وغامبيا نتيجة الاحتجاج، وهو ما سيجعله تحت طائلة العقوبة والغياب عن مواجهة الأحد، علما أنه كان قد تعرض للإصابة بفيروس كورونا.

وفي مقابل حالة الخوف التي تشهدها الساحة الكروية، يرى المدرب المساعد لمنتخب تونس جلال القادري، أن فريقه لا يخشى أي منافس، حيث “لديه تاريخه وسمعته التي سيتسلح بها من أجل انتزاع ورقة التأهل للدور ربع النهائي”.

وقال القادري في المؤتمر الصحفي الذي يسبق المباراة: “مواجهة نيجيريا ستكون تكتيكية صرفة. الحظوظ متساوية رغم الصعوبات التي نعانيها في مقابل الأسبقية التي يتمتع بها المنافس على كل الأصعدة. كنا نأمل أن نخوض اللقاء بصفوف مكتملة لكن الغيابات الكثيرة بسبب كورونا خلطت كل الأوراق. ندرك جيدا أن المباراة ستكون صعبة لكننا سنتسلح بالعزيمة والثقة لتذليل الصعوبات”.

وتابع القادري الذي سيجلس على دكة بدلاء منتخب تونس بدلا من الكبير: “سافرنا من مدينة ليمبي إلى غاروا في رحلة شاقة ومرهقة وهذا من شأنه أن يقي بظلاله على جاهزية اللاعبين بدنيا، كما أننا أجرينا حصة تدريبية وحيدة قبل مواجهة نيجيريا. سنترك كل هذه العوامل خلف ظهرنا ونقاتل من أجل التأهل”.

وقبل لقائهما بإدارة الحكم السنغالي ماغيث نداي، التقى المنتخبان التونسي والنيجيري في 5 مواجهات سابقة بكأس أمم إفريقيا، كانت السطوة فيها لنيجيريا التي فازت 4 مرات مقابل انتصار وحيد لـ”نسور قرطاج”