كتب أسامة القادري في “نداء الوطن”:
لم يسقط قرار الرئيس الحريري بعزوفه عن الترشح وابتعاده عن السياسة، على مناصري الحريرية السياسية سقوطاً مريحاً انما كان مدوياً في القرى ذات الغالبية السنية، ومربكاً في الوسط البقاعي مما زاد من ضبابية المشهد الإنتخابي وأحدث بين مهندسي اللوائح الانتخابية حالة من التردد وإعادة خلط الأوراق، وخلق صدى وأسئلة عن الشخصية التي يمكن أن تملأ «الفراغ» الزعاماتي الذي يتركه هذا الانسحاب من دون انعكاس على القاعدة الشعبية، مما أدى تلقائياً إلى ازدحام في عدد المرشحين عن المقاعد السنية في دائرتي البقاعين الاوسط والغربي.
فرغم الطقس العاصف وتساقط الثلوج احتشد العشرات من البقاعيين المناصرين لتيار المستقبل امام المنسقية في تعنايل، منذ ساعات الصباح الاولى، بناء لدعوة وزعت عبر شبكات التواصل الاجتماعي موقعة باسم مناصري تيار المستقبل، وبقاعيين، دعت للمشاركة الكثيفة بالتجمع للاعتراض على قرار الرئيس سعد الحريري بالعزوف عن المشاركة في الانتخابات النيابية، ومن أجل التصدي لهكذا قرار يعتبر مقتلاً في الحياة السياسية لـ»تيار» له بصماته في بناء البلد وإعماره، واعتبر المناصرون أن هذا القرار هو بمثابة «الرضوخ» للمنظومة «الظلامية» على حساب عشاق الحياة، على حد تعبير أحد قياديي التيار في البقاع، وتم بعدها التوجه الى بيت الوسط لإيصال الصوت المعترض والغاضب لهذه الخطوة مع التأكيد على خطورة هذا القرار على الصعيد الوطني والميثاقية الوطنية في هذا الظرف الصعب والدقيق الذي تمر به البلاد.
وكان شارك في التجمع في تعنايل العشرات الذين قدموا من مختلف القرى البقاعية في الغربي والاوسط وراشيا، رافعين صور الرئيس سعد الحريري وصور الشهيد رفيق الحريري وأعلام تيار المستقبل، ومكبرات صوت تصدح بهتافات تحضّ الحريري على خوض الانتخابات النيابية وتحذيره من قرار الانسحاب من العمل السياسي. ورفعت يافطات مكتوب عليها «يا سعد ما تتركنا، كلنا معك»، وتقدم الحضور منسقا تيار المستقبل في البقاعين الاوسط والغربي سعيد ياسين ومحمد هاجر ومنسقو القطاعات والنقابات في التيار، وبالمناسبة القى مسؤول تيار المستقبل في البقاع الاوسط سعيد ياسين كلمة: قال فيها:» جئنا لنتحدى الظروف والطقس القاسي للتحرك باتجاه بيروت وعالطرقات لنسأل الرئيس الحريري لوين رايحين؟».
وتابع: «يا دولة الرئيس بغضّ النظر عن كل الظروف والمعطيات التي عندك، القرار الذي اتخذته او ستتخذه بالإعتزال خاطئ وغلط». وأردف «بهذه المسيرة مرقت الناس معك بكتير صعوبات، ولا مرّة أهلك وناسك إلّا ما واجهوا وكانوا قدّ المواجهة». وحذر قائلاً ان «الساحة السنيّة أرض مشاع».
وأضاف «اذا سعد الحريري عزف عن خوض الإستحقاق، السنّة موجودون، وليسوا ساحة لحليف مقنّع أو غيّور مصطنع ليسرحا ويمرحا فيها».