Site icon IMLebanon

صيدا تترقب موقف بهية الحريري في الإنتخابات

كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:

قرار الرئيس سعد الحريري بتعليق عمله السياسي والعزوف عن الترشح للانتخابات النيابية المقبلة ودعوته تيار «المستقبل» للمثل، خطف الاضواء موقتاً عن الازمات الاقتصادية والمعيشية الخانقة، اذ شكل احباطاً جديداً على مستوى الطائفة السنية وفتح الباب على مصراعيه لكيفية التعامل بالمفرق مع اول استحقاق ديمقراطي بعد ثلاثة عقود حين كرس الرئيس رفيق الحريري الاب نفسه الزعيم الاقوى، ثم الكتلة النيابية المؤثرة في الحياة اللبنانية وكثير من المحطات المفصلية.

مع قرار الامس، لا يختلف اثنان ان «المستقبل» يعيش أزمة سياسية غير مسبوقة، والخشية ان يتحول «التيار الازرق» تيارات متفرقة، فالاعتكاف حتى اشعار آخر سيفتح الابواب امام البعض لرفضه او كسره والترشح والتحالف وفق رؤيته للفوز، ما يزيد من الشرذمة والخلافات ويعمق المأزق في التيار والطائفة معا وفي كل المعادلة اللبنانية على اعتبار ان اقوى مكون ينكفئ مع المزيد من الضعف.

انصار «المستقبل» في صيدا، سلموا بالامر الواقع واستسلموا لقرار الرئيس الحريري، حبسوا انفاسهم عسى ان يغير موقفه في اللحظات الاخيرة ولكن عبثاً، وكشفت مصادر مطلعة لـ «نداء الوطن»، عن ان منسقية التيار اتخذت قراراً بعدم تنظيم اي تحرك، على اعتبار ان المرحلة دقيقة وحرجة الى حد الارباك، خاصة وان الرئيس الحريري نفسه مشى وسط حقل من الالغام من دون ان «يبق البحصة» ويقول كل ما يريد.

في المدينة التي رفع «المستقبل» فيها شعار «نحن الخرزة الزرقاء التي تحمي لبنان واعتداله»… لم يتمالك مناصروه أنفسهم، عبروا عن احباطهم وحزنهم معاً بعدما حاولوا التأثير في القرار من دون جدوى، اذ شاركوا في التحركات التي جرت امام بيت الوسط، رفعوا الصوت تأييداً وتأكيداً على ان لا بديل عنه وعن الحريرية السياسية في المعادلة الوطنية.

ويقول المحامي محمد الحريري لـ»نداء الوطن: «انا شخصياً ضد الاعتكاف»، متسائلاً «لمن سنترك الساحة السياسية؟ القرار سيؤدي الى المزيد من الشرذمة على المستوى الوطني والطائفة السنية، سيما وان الحراك الاحتجاجي الذي اندلع في تشرين الاول 2019 لم يتوحد وينتج قيادة قادرة على تحمل المسؤولية، ولكن في نهاية المطاف سنلتزم بقرار التيار»، مؤكداً ان «قرار الرئيس الحريري ليس هروباً من المسؤولية بل لديه معطيات لا نعلمها وتتعلق بالوضع المحلي والاقليمي وهو ما دفعه الى قراره»، متوقعاً «ردة فعل وارباك لدى الخصوم والحلفاء وعدم اقتصاره على المنتسبين والانصار».

خسارة كبيرة

ويقول رفيق السن أحد مؤيدي التيار: «الخسارة كبيرة ولا تقتصر على «المستقبل» ونوابه ومسؤوليه وجمهوره، بل ستتعداها الى كل لبنان، فالاعتدال الذي انتهجه الحريري في سياسته سيكون مهدداً باتجاهات اكثر تشدداً، وسيدرك الجميع بعد فوات الاوان ان الحريري كان ضمانة للعيش المشترك والوحدة الوطنية والتلاقي والانفتاح والحوار في وطن يقوم على جناحيه المسلم والمسيحي».

غير ان السؤال الاهم في صيدا التي تعتبر موئل آل الحريري ومسقط رأسهم، سيبقى موقف رئيسة كتلة تيار «المستقبل» النائبة بهية الحريري التي تشغل احد مقعدي النيابة في المدينة منذ العام 1992 من دون انقطاع وقرارها الفاصل في الانتخابات، خاصة انه في كل المراحل الحريرية من الاب الى الابن، كانت تترك لها حرية اي قرار يتعلق بالمدينة سياسياً وانتخابياً وانمائياً! وسواها، صيدا بالنسبة لهم «عرين العمة» وفق ما قال الرئيس سعد.