كتب أسامة القادري في “نداء الوطن”:
تحولت نعمة السماء الى نقمة على الناس، في ظل أزمة مستفحلة وسلطة أصبحت في حكم «الميتة».
فما إن انحسر المنخفض الجوي السابق «هبة»، والذي عطّل أيضاً أشغال الناس، وضاعف كلفة الصمود ومقاومة البرد والصقيع والجليد في ظروف اقتصادية واجتماعية رديئة، حتى وصلت العاصفة «ياسمين» فحوصر البقاع والبقاعيون وحلت ضيفاً ثقيلاً على عموم المواطنين والمزارعين. وتسبب تراكم الثلوج بتكسير الأشجار الحرجية وهبوط الخيم الزراعية. وانقطاع خطوط التوتر الرئيسية والتسبب بانقطاع التيار الكهربائي عن جميع المناطق والقرى البقاعية لتغرق في الظلمة الدامسة.
لم تميز «ياسمين» بين قرى سهلية أو جبلية فكان حملها ثقيلاً ايضاً على النازحين السوريين المقيمين في المخيمات العشوائية، ما ادى الى سقوط العشرات من الخيم لثقل الثلوج التي وصلت سماكتها الى نحو 50 سنتم في المناطق السهلية وفي القرى الجبلية تجاوزت المتر.
ثقلها هذه المرة كبير جداً على عموم الناس لارتفاع سعر مادة المازوت في السوق السوداء واحتكارها من قبل التجار وأصحاب المحطات ليصل سعر الصفيحة الى 500 الف ليرة، ما وضع المواطنين أمام أثقال تأمين كلفتها في وقت انقطاع فرص العمل.
وناشد البقاعيون الحكومة اللبنانية والمعنيين تأمين مادة المازوت وإيجاد آلية دعم لتصل للمواطن مباشرة وليس لكارتيلات التهريب والاحتكار.
كما كان انعكاسها الصحي كبيراً مع ارتفاع معدل الاصابات في فيروس كورونا و»الكريب» الحاد في ظل انقطاع الادوية وارتفاع اسعارها أضعافاً مضاعفة. المواطن جهاد عبدو يقول إنه قضى طيلة ثلاثة أيام في المنزل هو وابناؤه يلتحفون البطانيات لعدم وجود ثمن مازوت لديه، وقال «راتبي الشهري مليون ونصف» لا يكفيه اسبوعاً ثمن أكل وشرب، ليروي واصفاً حاله وحال الغالبية من البقاعيين، «منذ 20 يوماً وانا استعمل البلاستيك والاسفنج وغيرها، وبعد فترة مرضت ابنتي». كما شهدت الأفران ازدحاماً للمواطنين القادمين من القرى الجبلية لتأمين حاجاتهم ليومين وثلاثة ايام تحسباً من حصار القرى الجبلية بسبب تراكم الثلوج، وهذا ما حصل
فمع اشتداد العاصفة بعد ظهر أول من أمس منعت جميع السيارات من عبور طريق ضهر البيدر الدولية من خلال حواجز أقيمت لقوى الأمن الداخلي بدءاً من مفرق قب الياس بيروت، وعند مفرق مكسة وجديتا العالي، لجميع أنواع السيارات رباعية الدفع وحتى المجهزة بسلاسل معدنية. حتى أن طريق البقاع الغربي – الجنوب – جزين ومن ثمّ بيروت اقفلت أيضا. واكد موظفون في مركز جرف الثلوج في ضهر البيدر أنهم عملوا على ازالة الثلوج بهدف منع تراكمها على الطريق.
أمّا في راشيا والبقاع الغربي، فقد عزلت العاصفة القرى الجبلية المرتفعة عن محيطها، وناشد رؤساء البلديات والمعنيين فيها تأمين المازوت والخبز للاهالي بعدما تراكمت الثلوج وعزلت قراهم عن باقي القرى. وقامت الجرافات التابعة للبلديات ولمراكز جرف الثلوج ولفوج جرف الثلوج في مؤسسات «الغد الافضل» بفتح بعض الطرقات الرئيسية.
مصدر أمني أوضح لـ»نداء الوطن» أن فرق قوى الامن الداخلي بالتعاون مع الدفاع المدني عمدوا الى تسيير دوريات لمساعدة السيارات العالقة تجنباً لحصول كوارث ومن اجل تنظيم السير لان العاصفة ادت الى انهيار جدران وهبوط أشجار على الطرقات فعمدت إلى تنظيم السير لمنع الانزلاق. وقال «انّ جميع وحداتنا العسكرية بتأهب تام، من خلال غرفة عمليات موحدة في البقاع، وكانت المهمة الاساسية منع الشاحنات والسيارات من العبور على طريق ضهر البيدر، وتم المنع تدريجياً ومع اشتداد العاصفة منعت السيارات من العبور.