كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
أكثر من شهرين والأخبار عن فرار شبان من مناطق الفقر في طرابلس والتحاقهم بتنظيم «داعش» في العراق لا تزال تتوالى فصولًا، وآخرها ما نشرته «وكالة الأنباء العراقية» نقلًا عن مصدر أمني عن «مقتل 3 لبنانيين أثناء قتالهم في العراق في الضربة الجوية التي استهدفت خلية لـ»داعش» بالعظيم في محافظة ديالى»، و»القتلى الثلاثة من وادي النحلة شمال لبنان، وهم عمر سيف، بكر سيف، وانس سيف الملقب بالجزار».
تضارب حول العدد
وإذا كان الخبر العراقي تحدث عن مقتل 3 لبنانيين بالغارة تلك، فإن الأهالي أبلغوا بورود معلومات إليهم تتحدث عن 6 قتلى، حيث يضاف إلى الثلاثة المذكورين أعلاه، شاب من عائلة السيد وشابان من عائلة شخيدم، اضافة إلى الأنباء التي تحدثت عن مقتل شابين قبل مدة، ممن هربوا من طرابلس إلى العراق للقتال إلى جانب «داعش». والدة الشاب عمر سيف بدت في اتصال مع «نداء الوطن» منهارة تماما لتلقيها الخبر المفجع وقالت: «لا أطلب شيئاً من الدولة فهي من فعلت بنا وبأبنائنا كل هذا».
من جهته أسف المحامي محمد صبلوح «لعدم تحرّك الأجهزة الأمنية ودار الفتوى حتى الآن إزاء ما يحصل» وقال: «قبل يومين، أحد هؤلاء الشباب تحدثت معه والدته كما أبلغتني وقالت له (وينك يا أمي طمني عنك) وذلك على نفس الرقم الذي تواصل معها عليه ليخبرها أنه أصبح في العراق، فيأتيها الجواب: ابنك الداعشي مات. ثم سمعنا لاحقًا أنه مات في الغارة. حسنا، من أخذ هاتف الشاب ومن كلّم الأم؟ هناك علامات استفهام كثيرة تطرح حول هذه القضية».
وسأل صبلوح: «كيف استطاعت السلطات العراقية معرفة أسماء الشباب ونشرها على صفحاتها، طالما أنهم لدى «داعش» وقتلوا في غارة جوية»؟ واسف لعدم تعامل السلطات اللبنانية «جدّياً مع هذه المسألة الخطيرة» قائلاً ان وزير الداخلية تحدث عن 37 شاباً، «وكان من المفترض أن يعطي معلومات دقيقة، نحن نعلم من الأهالي في مناطق طرابلس عدد اللبنانيين في العراق، ولكن كم هو عدد غير اللبنانيين؟ لا نعرف، أليس من المفترض أن يكون لدى وزير الداخلية معلومات كاملة حول العدد والأسماء وأن يطمئن الأهالي من خلال اتصالات معينة تحصل مع الجانب العراقي؟ عندما سُئل في حلقة تلفزيونية عن وثائق الاتصال أجاب: هم غير قانونيين فإذا أوقفوا عند الجيش ليومين مش أفضل ما يروحوا عند «داعش»؟! هل هذا كلام وزير مسؤول»؟!
صور الذين قيل إنهم قتلوا مع داعش في العراق: عمر سيف، بكر سيف، محمود السيد، أنس الجزار
ويرى صبلوح أن «ليس كل ما يحصل وليد ضغط اجتماعي وفقر. ربما هناك نسبة لا تتعدى 10% ولكن الاخطر من ذلك بالتأكيد هناك سوء إدارة أمنية وقضائية تحصل. واسف لأن «خلاف الأحزاب والسياسيين تتم تصفية حساباته في طرابلس». وقال:» لا شك أن ثورة 17 تشرين أظهرت وجهها الحقيقي وهذا لم يرق للغرف السوداء التي تعمل ضد المدينة وربما هناك نية لتطيير الإنتخابات في المرحلة المقبلة، ويحضّر لها سيناريو خاص من طرابلس».
وشرح صبلوح أن الاهالي بحالة صعبة جداً، ولم يتواصل معهم اي جهاز أمني لطمأنتهم «شبان ماتوا ولا تأكيد رسمي والأهالي يريدون الحقيقة، الشبان يخرجون إلى العراق عبر سوريا بمناطق يسيطر عليها النظام وإيران، ويعبرون الحدود السورية واللبنانية حتى يصلوا، على الأجهزة الأمنية اللبنانية أن تكشف المؤامرة والا هي مشاركة في ما يحصل».
الأهالي اذاً يريدون رواية أمنية ورسمية حيال القضية. فهناك شبان وصلت أخبارهم بأنهم ماتوا، وشبان آخرون اختفوا، وقيل أنهم في العراق يقاتلون مع «داعش»، يريدون معرفة من ورّط أولادهم وسهّل لهم وصولهم إلى العراق.