كتب عيسى يحيى في “نداء الوطن”:
يكتمل المشهد الانتخابي في بعلبك الهرمل يوماً بعد آخر، ويشتدُّ وطيس المعركة وتزداد حماوة السباق وصولاً الى أيار يوم الحسم، حيث تبنى على النتائج مقتضياتها وتفرز واقعاً جديداً أو تبقي القديم على قدمه.
زحمة أسماء ومرشحين بدأت طلائعها في دائرة بعلبك الهرمل، البعض منها يستبق الحدث ليحجز له مكاناً في لائحة، أو ينتظر من يسأله الانسحاب كرمى لعيون التغيير أو للحفاظ على وحدة الصف وعدم بعثرة الأصوات الانتخابية وتشتيتها، ومنهم من يثبت نفسه بصورٍ ويافطات آملاً أن يسجل منفعةً وربحاً مادياً مقابل إخلائه الساحة للمنافسة الجدية وخوض غمار الاستحقاق.
الحزب والحركة
على ضفاف «حزب الله» وتحالفه مع حركة «أمل» اضافة الى حلفائه الآخرين، لا تزال الأمور قيد الدرس وتعمل اللجان المختصة على فكفكة بعض العقد، فالتحالف مع «التيار الوطني الحر» ونيل المقعد الكاثوليكي مرهونٌ برضى وقبول «أمل» والرئيس نبيه بري التحالف مع البرتقالي، وعليه في حال لم تقبل الحركة دخول «التيار» ضمن اللوائح التي تتشارك فيها و»حزب الله»، يحسم المقعد لصالح الحزب «السوري القومي الاجتماعي» وهو الأمر الأقرب، كون حزب «البعث العربي السوري» لن ينال مرشحاً على اللائحة لبقاء النائب جميل السيد فيها. أما تحالف الحزب مع «جمعية المشاريع الخيرية» فهو ثابتٌ أيضاً كون الحزب يحتاج لأصوات الجمعية في بيروت ويعطيها نائبا في بعلبك، بعد الخسارة التي سجلت لمرشحهم على لائحة الحزب عام 2018 وتجيير الأخير حصةً من أصواته التفضيلية للنائب وليد سكرية بعدما بات شبه محسوم تواجده خارج السباق، وهو الذي أعلن في مجالسه الخاصة أنه مرشحٌ سواء على لائحة الحزب أو خارجها.
وأمام تحدّي التحالفات يواجه الحزب رغبات الشارع الشيعي والعشائر في المنطقة، وقد دعته في أكثر من مناسبةٍ وبيان الى إجراء ورشة تغييرية في نوابه وإدخال أسماء جديدة تكون محط ثقة واجماع داخل البيئة، فالأسماء المتداولة على مدى عشرين عاماً تشكل حاجزاً بينهم وبين الحزب وتساهم في تراجع الشعبية ونسبة المقترعين رغم كل ما يقدمه الحزب، وعليه ينتظر أن تكون ضمن لائحة «نحمي ونبني» في بعلبك هذا العام أسماء جديدة تحظى بقبول الشارع الذي اعتاد على الحزب الذي يلعب في الوقت المستقطع ويعلن أسماء مرشحيه على نحو يفاجئ فيه الحليف والخصم.
“القوات اللبنانية”
وفي مواجهة لائحة الحزب، اكتمل المشهد لدى «القوات اللبنانية» لجهة بعض الأسماء، حيث أعلن الشيخ عباس الجوهري حليف «القوات» ترشحه عن المقعد الشيعي في بعلبك الهرمل بانتظار وضوح بعض الأسماء الشيعية الأخرى الى جانب مرشح «القوات» النائب الحالي الدكتور أنطوان حبشي، أما المقعدان السنيان فقد أتم حزب «القوات» الاتفاق مع اسمين، الأول من بعلبك والثاني من عرسال على أمل أن يردف الصوت السني اللائحة بالاصوات الانتخابية للحصول على حاصلين انتخابيين وربما أكثر. وتشير مصادر خاصة الى أن الحاصل الانتخابي ستحصل عليه اللائحة وسيكون من حصة المقعد الماروني، الا اذا كان تكتيك «حزب الله» يختلف هذا العام، ولكن الآمال المعلقة على خرق بمقعد شيعي وفق المصدر لن تتحقق، فـ»حزب الله» لن يسمح بالأمر أولاً، ولا الشخصيات المرشحة على اللائحة ستكون مصدر لمّ شمل الأصوات التفضيلية للشيعة غير المنتمين للثنائي الشيعي، وعليه تكون «القوات» قد أمنت حاصلا انتخابيا ونجاح مرشحها.
بهاء الحريري
وفي مقابل تشتت الصوت السنّي الذي سيضيع هذا العام بين أربع لوائح وربما أكثر بعد انكفاء «المستقبل» وعدم تبنيه مرشحين، يسعى بهاء الحريري الى التحالف مع بعض الشخصيات من خارج المنظومة السياسية والأحزاب، ويصب تركيزه عبر ممثليه على شخصيات شيعية مناهضة لـ»حزب الله» في البقاع من دون أن يتوجه للصوت السنّي ويكون له مرشحون جديون من الطائفة يقودون اللائحة، وعليه قد تكتمل اللائحة بعشرة أسماء أو تبقى ناقصة، لكن الأكيد أنها لن تحصل على حاصل انتخابي وستصرف أموالاً للمتنفعين والمحاسيب.
وعلى صعيد المرشحين المنفردين بدأت الأسماء والصور تعلو الشوارع وعلى الطرقات، ومن المتوقع أن ينضوي العديد منهم في لائحة تكون ذات توجه وأهداف بينها وبين شخصيات شيعية من العشائر والعائلات الكبيرة، وأمام هذا الواقع تبقى المتغيرات تتحكّم بسير المجريات ومعها تتغير وتتبدل النتائج وفق نسبة الاقتراع التي من المتوقع أن تفوق هذا العام 60%.