جاء في “القبس الكويتية”:
أكد وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، أن بلاده تعوّل على المساعي الكويتية لإنهاء الخلاف العربي مع لبنان، مشدداً على أن الوساطة العربية أفضل كثيراً من التدخلات الأجنبية لإنهاء الخلافات بين الأشقاء وإعادة المياه إلى مجاريها.
ونوه بوحبيب، في تصريحات لعدد من الصحف الكويتية أول من أمس، على هامش مشاركته في الاجتماع التشاوري لوزراء خارجية الدول العربية، بمبادرة الكويت في إعادة بناء الثقة مع لبنان، خصوصاً أنها أتت من جهة من دولة عربية شقيقة لترتيب العلاقات مع بعض الأشقاء العرب، ومن جهة أخرى أن الكويت لها مكانتها في معالجة هذا النوع من الأزمات على المستويين العربي والإقليمي، وذلك بفضل سياستها الوسطية والمتوازنة، لافتاً إلى أن أي قرار يتخذ على هذا الصعيد يحتاج إلى الوقت الكافي واللازم لتنفيذه.
وأضاف: «قد يكون هناك تباين وبعض الخلافات بين لبنان مع بعض الأشقاء العرب، ونراهن هنا على المسعى الكويتي البناء»، مضيفاً: «ولا بد هنا من التعبير عن شكرنا للكويت ولوزير خارجيتها على محبتهما للبنان».
وتابع: «نحبّذ أن تكون هناك مبادرات عربية، فالدول العربية يجب ألا تحتاج إلى وساطات أجنبية غير عربية للتواصل وترتيب العلاقات فيما بينها»، مشيراً إلى أن الجميع في لبنان قيادة وشعباً وحتى أرضاً رحبوا وفرحوا بالمبادرة الكويتية.
ورداً على سؤال القبس حول رفض حكومة لبنان المساس بسلاح «حزب الله»، وعن ما إذا سيكون عقبة أمام تحسين العلاقات، قال بوحبيب: «إن لبنان لا يقبل إلا أفضل العلاقات مع أشقائه العرب ويسعى دائماً إلى تذليل كل ما من شأنه أن يعكّر هذه العلاقات، ولكن هذا النوع من الإشكاليات لا بد من التعامل معه بواقعية وبمنطق الحكمة والروية، بما يضمن التوازن والاستقرار الداخلي للبنان وإعادة علاقاته الإقليمية والدولية على أساس سياسة خارجية متوازنة ومرنة».
وحول توقيت عودة السفراء، قال: «لم أتطرق إلى هذا الموضوع مع الوزير الناصر، وأن الوزير كان متفائلاً ومرتاحاً للرد اللبناني»، مشيراً إلى أنه سلّم رسالة من الرئيس ميشال عون إلى سمو الأمير، بالإضافة إلى الورقة اللبنانية الجوابية على المبادرة الكويتية.
وتطرق إلى وضع بلاده بالقول: «بعض الإشكاليات تتطلب التعامل معها بكل واقعية وحكمة لضمان الاستقرار الداخلي للبنان».
ورفض بوحبيب الحديث عن مضمون الرد، قائلاً: «إن المبادرة كويتية وان الرسالة لا تعود له، وقد أتت تجاوباً مع المبادرة الكويتية، وبالتالي يعود للكويت تقدير ما تراه مناسباً في هذا الموضوع، بما في ذلك الحديث عن مضمون الرسالة».
وحول توقيت تعيين السفير اللبناني في الكويت بعد فترة من وجود القائم بالأعمال في السفارة، أجاب بوحبيب: «علاقاتنا مع دولة الكويت أخوية عميقة وتاريخية، وسنقوم بتعيين السفير اللبناني في الكويت في الوقت المناسب».
وعن رأي البعض بأن سلاح «حزب الله» لا يخضع للقرار الأممي الخاص بنزع سلاح الميليشيات، باعتبار «حزب الله» «مقاومة»، قال بوحبيب: «الشعب اللبناني يريد جيشاً واحداً، وهناك احتلال فرض علينا المقاومة، ولبنان عادة ما يلتزم القرارات الدولية، ويقوم بتنفيذ التزاماته الدولية، لكن لا بد من التعاطي مع المسألة بروية وحكمة، فبعض الالتزامات والقرارات تحتاج إلى حوار وتفاهم داخلي من جهة، وخارجي من جهة أخرى».
وأردف: «ونأمل هنا أن يكون الأشقاء العرب إلى جانبنا في التعامل مع هذه المسألة، وكثيراً ما تأخذ القرارات الدولية وقتها قبل أن يصار إلى تنفيذها، فقرار مجلس الأمن 425 مثلاً لم يطبق إلا بعد أكثر من عقدين من الزمن ومن دون إجراءات، والقرار 242 لم يطبق حتى الآن».
واختتم حديثه بالقول: «والعديد من القرارات فشل تطبيقها، وهذا القرار لم نبدأ بعد بمعالجته مع الأشقاء، ولنبدأ بمعالجته».