كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:
التحرك الاحتجاجي التي قاده سائقو اتحادات ونقابات قطاع النقل البري في صيدا أمس جاء خجولا كعادته في المرات السابقة خلافا لباقي المناطق اللبنانية، وتميز بخرق تمثّل بعدم التزام كل السائقين بالتوقف عن العمل وتشكيل قوة ضغط، وبدأ انه يمهد لدق إسفين بين السائقين وموظفي القطاع العام والخاص الذين توليهم الحكومة اهتماما خاصا في معالجة مشاكلهم وتخفيف معاناتهم بينما صمت آذانها على تنفيذ وعودها معهم.
التحرك الاحتجاجي للسائقين لم يكن الاول ولن يكون الاخير، اذ سيستمر كما كان معلناً اليوم وغداً أيضا إلا إذا طرأت تطورات أدت إلى تعليقه، وهو جاء ليحاكي معاناتهم. وقد وصفها رئيس نقابة السائقين العموميين في صيدا والجنوب ابراهيم البخاري بأنها صرخة وجع، اذ يعيش السائقون أدنى مستويات الحياة المعيشية والاجتماعية بسبب الازمة الاقتصادية الخانقة، التي منعت الكثير من تسديد مدفوعات الطبابة التي باتت مكلفة، اضافة الى تكاليف صيانة السيارة التي أصبحت بالدولار».
ويقول السائق حسين أبو ظهر وقد شارك في احتجاج صيدا لــ»نداء الوطن»: «ان مؤسسات الدولة تتحلل ووعود الحكومة باتت عرقوبية، وعد رئيس الحكومة بدعمنا بالمحروقات ودفع بدل صيانة مقطوعة ووقف عمل السائقين غير الشرعيين والنمر المزورة والمكررة، ولكن لا حياة لمن تنادي، يبدو انه مشغول مع الوزراء في اعداد جداول رفع الضرائب، بدلاً من مساعدتنا… سيزيد معاناتنا». لم يُخف السائقون ان تحركهم جاء خجولا وان بعض زملائهم لم يلتزموا بالقرار، بل خرقوه وزاولوا عملهم كالمعتاد، مبررين انهم اذا لم يعملوا فلن يأكلوا، مؤكدين انه على الرغم من التحركات الاحتجاجية الحكومة تتهرب من الالتزام بوعودها لجهة تحسين أوضاعنا المعيشية التي تزداد سوءا نتيجة طول أمد الأزمة، والانكى ان هناك شعورا متزايدا بمحاولة دق إسفين مع موظفي القطاع العام والخاص ومحاولة تأليب المواطنين ضدنا كأننا قطاع طرق.
ويؤكد ممثل السائقين العموميين على خط صيدا – بيروت (موقف البلدية) هشام سليمان لـ»نداء الوطن» ان الحكومة لم تف بوعودها وقد بتنا اليوم نعاني من مشاكل اضافية أكثر من السابق وخاصة في ما يتعلق بالاستشفاء وفرق الضمان، وهذه مشكلة مستجدة يجب معالجتها سريعا، نطالب الرئيس ميقاتي والوزراء المعنيين بالنظر الينا مثل باقي القطاعات الاخرى في القطاعين العام والخاص ومعاملتنا بالمثل»، مشيراً الى «ان اسهل الحلول هو رفع تعرفة النقل أكثر، ولكن ركابنا مثلنا من الطبقة الفقيرة والشعبية، لذلك نرفع الصوت لنحصل حقنا وحقوقهم، يجب ان يتضامنوا معنا لا ان ينزعجوا من تحركاتنا رغم اننا لم نقطع طريقاً على احد».
عند جسر الاولي ركن السائقون سياراتهم وفاناتهم على جانبي الطريق من دون قطعها او اعاقة حركة سير المواطنين، بعد تمني الجيش اللبناني عدم اقفال اي من مسالك الاوتوستراد، بينما حاول السائقون ايقاف مركبات يقودها زملاء لهم خرقوا قرار الالتزام بالتحرك. وأوضح البخاري سبب خرق بعض السائقين للتحرك «طموحهم كان أكبر مما نشهده اليوم وربما يئسوا ولم يعد لديهم ثقة على كثرة تحركاتنا التي لم تجد نفعاً حتى الآن، واعتبر أن هؤلاء الذين يحسبونها مادياً هم الخاسرون ونحن كلنا خاسرون اذا لم نتكاتف مع بعضنا للوصول إلى مطالبنا. نحن مستمرون بتحركاتنا كي تصل إلى آذان المعنيين بالطرق السلمية والحضارية من دون التصادم مع احد».