IMLebanon

و”مين لاقطكن”؟

كتب عماد موسى في “نداء الوطن”:

لافتة للنظر تلك اللافتات المرفوعة حديثاً في بعض المواقع الاستراتيجية، فوق الجسور، وعلى الطرق الرئيسة، المطالبة بحق النساء في أن يكنّ في المجلس النيابي، ما يوحي بوجود من يصادر هذا الحق. لنقل أنه حاجز ذكري مدعّم بعراقيل تمنع اكتساحاً حريمياً للمقاعد الـ 128.

ثمة مطالبات قديمة وجديدة بإقرار الكوتا النسائية، كخيار مرحلي، يعزز الحضور النسائي الهزيل في مجلس النواب، هذا وذهبت بعض الناشطات إلى حدّ المطالبة بأن تتشكل القوائم الإنتخابية بنسبة “فيفتي فيفتي” بين الرجال والنساء. وهذا ما لا نجده حتى على المستوى الأوروبي. ففي اسبانيا مثلاً أقر قانون في العام 2007 بأن تشكل النساء 40 % من القوائم الإنتخابية، ومن دون الإتكال على أي كوتا إكتسحت النساء البرلمان الإيسلندي وحجزن 33 مقعداً من أصل 63 أي ما يعادل 52.3% من إجمالي المقاعد. بطريقة ديمقراطية سلسة دخلن. لا منّة من أحد، ولا كالولد الطمّاع الملحاح الثقيل الدم: بدي واعطوني أو بجرّصكم.

جيد إصرار المنظّمات المدنية والنسوية على دخول النساء إلى البرلمان بعدد وفير وفاعل، والسؤال البديهي، وبالعامية الفاقعة: مين لاقطكن فوتوا. لا محاذير أو قوانين زجرية تمنع أن تتشكل لوائح مختلطة أو من الجنس اللطيف حصراً، وحصل مثل هذا الأمر في عكار العام 2018 من خلال لائحة ” نساء عكار” غير المكتملة، التي ضمت رولا المراد ونضال سكاف وماري خوري وسعاد صلاح وغولاي الأسعد ( 25 سنة) وكانت أصغر المرشحين وحبذا لو وصلت لتكون أصغر النواب سناً في المجلس الحالي الذي تنتهي ولايته بعد أقل من أربعة أشهر. غولاي أصغر من سامي فتفت بأربعة أعوام.

وليس من موانع أن تضم كتلة الوفاء للمقاومة باقة من السيدات الفاضلات الكفوءات، وأن يكون بينهن أكثر من ندى ورولا وبوليت وعناية، ما يسهم، أقلّه، في كسر تلك الصورة النمطية لتلك الكتلة الوازنة: رجال عابسون ملتحون متعجرفون مبرمجون خشنون.

وليس مستحباً أن تسمي الأحزاب اللبنانية الفاعلة سيدات، كتكملة عدد في لوائحها لا كمرشحات تُجيّر لهن أصوات الناخبين الملتزمين.

العدد تفصيل. أحيانا يكون عدد النساء في مجالس النواب فاعلاً ومعظم الأحيان لا. فالنساء في البرلمان العراقي حصدن في الإنتخابات الأخيرة ثلث المقاعد، متخطيات الكوتا (25%) وفي برلمان رواندا 61،3 % من النواب هم نسوة، فيما عدد النساء في مجلس العموم البريطاني لا يزيد عن الـ 15%، فمن هن أكثر فعالية: برلمانيات العراق الشقيق أو برلمانيات رواندا أو ممثلات الجنس اللطيف والشعب اللطيف في مجلس العموم البريطاني؟