IMLebanon

تفاهم مار مخايل العجائبي!

كتب عماد موسى في “نداء الوطن”:

صبيحة كلّ يوم، يرفع اللبنانيون المؤمنون الدعاء لمار مخايل، شفيع تفاهم 6 شباط، الصانع معجزات تفوق التصوّر والخيال، ومع ذلك فالتفاهم يحتاج، إلى تطوير أي إلى “خراطة” تشمل تغيير قمصان وجلخ و”جوانات” جديدة. بعد الخراطة سنتا روداج بين الناقورة والعبدة ويعود التفاهم “خلانج” مثل الليرة.

تفاهم مار مخايل برأي العماد باسيل والعماد عون “صمّام أمان ضد الفتنة الداخلية والحرب الأهلية، وبفضله تجاوزنا بنجاح أكثر من اختبار صعب”. كان ولم يزل. في السابع من أيار 2008 كانت الفتنة توشك أن تنتقل من الشطر الغربي للعاصمة إلى الشطر الشرقي، فلجأ المسيحيون إلى تفاهم مار مخايل ونشروا نسخاً منه على طريق صيدا القديمة. والتفاهم عينه وأد فتنة الطيونة، وردّ القذائف عن عين الرمانة. شكّل التفاهم منظومة دفاعية ودرعاً سماوياً. يا سبحان الله!

وإذ شدد تفاهم مار مخايل الموقّع قبل 16 عاماً “على أهمية استمرار التحقيق وفق الآليات المقرّرة رسمياً وصولاً إلى معرفة الحقيقة” في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري وجبران تويني، فيسجل له أنّه حال دون أيّ مضاعفات بعدما كرّت سبحة الإغتيالات، دُفن بيار الجميل، وليد عيدو، أنطوان غانم، سمير قصير، محمد شطح، فرنسوا الحاج، وسام عيد، اللواء وسام الحسن وجو بجاني ولقمان سليم من دون ضربة كف. وإن ارتأى موقّعا التفاهم تغيير بعض بنوده، فهما لن يغيّرا حرفاً في الفقرة الأولى من “المسألة اللبنانية” ويمكن الجزم أنه لولا “صمام الأمان” لما بقي نائب أمة يقول بـ”لبنان أولاً”.

ويسجل للتفاهم أنّه أبعد المؤسسات الدستورية عن التجاذبات السياسية، من المجلس الدستوري والمجلس العدلي إلى سائر المؤسسات. وحقّق ما نادى به لجهة “تفعيل عمل الأحزاب وتطويرها وصولاً إلى قيام المجتمع المدني”، وردّ المبعدين إلى إسرائيل “استرشاداً بنداء سماحة السيد حسن نصرالله بعد الانسحاب “الإسرائيلي” من جنوب لبنان، واستلهاماً بكلمة العماد عون في أول جلسة لمجلس النواب”، كما تمكّنت ورقة التفاهم من إعادة المخفيين قسراً من السجون السورية، وسهّلت ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا في مزارع شبعا والبقاع، كما رُسّمت الحدود بين الضاحية الجنوبية وبعبدا، وحصل اعتراف متبادل بين “حزب الله” و”الكيان اللبناني”. ما كان مستحيلاً قبل التفاهم تحقّق معه.

ومن بنود تفاهم مار مخايل صُنعت رُقيات، إن وضعت واحدة منها تحت وسادة عاقر، فاجأتها الخصوبة وحملت بتوأم وأنجبت بيسر، وإن وضع بند الديمقراطية التوافقية على صدر وليد محموم شُفي بساعتين، وإن ألصقت ورقة “بناء الدولة” على نافوخ رأس أجرد كصحراء الربع الخالي لمدة أربعين يوماً، نبت في رأسه شعر استوائي. يا مار مخايل شو هالتفاهم العجائبي!