كتب أسامة القادري في “نداء الوطن”:
خروج اسم “تيار المستقبل” من المشهد الانتخابي، بناءً لقرار تعليق العمل السياسي الذي اتخذه الرئيس سعد الحريري، لم يكن انسحاباً نهائياً إنما بقي طيفه حاضراً بمواكبة ومتابعة من قيادييه البقاعيين لكل تفاصيل الحراك الانتخابي، وكان لافتاً التحفظ على أسماء المرشحين السنّة الى ما بعد 14 شباط ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، والتي من المتوقع، بحسب مصادر مستقبلية، أن تكون هناك كلمة للرئيس سعد الحريري ويكون حاضراً الى جانبه شقيقه الاكبر بهاء، وهذا ما قد يعيد خلط الاوراق من جديد. وذلك من أجل قطع الطريق أمام أصحاب الطرح المؤيد لسلاح “حزب الله” وقوى “الممانعة”. فعادت الحركة الى الصالونات والعاملين والمؤثرين في تركيب اللوائح وتقريب وجهات النظر وعرض أسماء مرشحين، والمزاحمة على انتزاع الصوت السني، كلّ لمصلحته، ليستطيع من خلاله تثبيت الحيثية الزعاماتية او الحالة الحزبية التجييرية، ليبقى الخاسر والغائب الأكبر في المشهد الانتخابي البقاعي “التيار الوطني الحر”، العاجز حتى عن محاولة تشكيل لائحة مع “حزب الله”، لتتصدر المشهد حالياً ثلاث لوائح لم تكتمل جميعها بعد، وكل واحدة منها تصارع لتثبيت حيثيتها.
حتى أن حزب “القوات اللبنانية” الذي يوحي للمتابع أنه أكثر الأحزاب اريحية في دائرة زحلة لكونه يخوض المعركة منفرداً، لم يحسم حتى اللحظة سوى الإسم التفضيلي له هو النائب الحالي جورج عقيص عن أحد المقعدين الكاثوليكيين، ويجري التداول بتبني ترشح الياس اسطفان عن المقعد الأرثوذكسي، وايلي ماروني عن المقعد الماروني، أما عن المقعد السني فيتمّ التداول باسمي الدكتور خالد عبد الفتاح والمهندس محمد علي ميتا.
فيما يعمل النائب ميشال ضاهر على تشكيل لائحة مكتملة من المرشحين المستقلين يحدد من خلالها موقعه المستقل، من خلال عدد الحواصل التي يمكن أن يؤمنها هو ومرشحوه، وتشير التقديرات المتداولة وغير المحسومة إلى أن الضاهر حسم حتى اللحظة ثلاثة أسماء إضافة إليه، هم بول شربل عن المقعد الماروني، ويوسف المعلوف عن المقعد الارثوذكسي، والثالث فراس أبو حمدان عن المقعد الشيعي، وتشير مصادر مقربة من النائب ضاهر، الى أن اسم المرشح السني مرهون لمعطيات في الشارع السني تتضح خلال الايام المقبلة، وبناء عليه يتم اختيار من هو الاكثر قدرة على التجيير. أما “حزب الله”، حتى اللحظة، فما زال يعاني من عدم قدرته على إيجاد شخصية شيعية حزبية له قادرة على تعبئة الفراغ الذي تركه نائب “الحزب” أنور جمعة، وقالت مصادر مقربة من “الحزب” أنه بصدد إعادة ترشيح جمعة بهدف قطع كل الانتقادات الشعبية له، كما لم تصل الاتصالات والنقاشات بين “الحزب” وقيادات “التيار” لنتيجة في تحديد مرشح حليفه في “التيار الوطني الحر”، والذي ما زال يتخبط داخلياً لأن خلافات “التيار” الداخلية حول المرشح التفضيلي طفحت في محيط “الوطني الحر”، بين أن يعيد ترشيح النائب سليم عون عن المقعد الماروني أو أن يتبنى ترشيح سليم جريصاتي عن أحد المقعدين الكاثوليكيين، لمواجهة مرشح حزب “القوات اللبنانية” جورج عقيص بحسب ما يرتئيه “حزب الله”، وذلك بعد أن حسم النائب السابق نقولا فتوش عزوفه عن الترشح عن ذات المقعد. فيما عاد الحديث عن ترشح ناصيف التيني المقرب من الحزب “القومي السوري الاجتماعي” عن المقعد الارثوذكسي.
أما رئيسة لائحة “الكتلة الشعبية” ميريام سكاف فتجري وكوادر من الكتلة مشاورات واتصالات مع فعاليات بقاعية، وثورية لاستكمال عملية تشكيل اللائحة، رغم ما يحيطها من بطء وحذر شديدين، وتقول مصادر لـ”نداء الوطن”: ما زال هناك امكانية كبيرة لتشكيل لائحة إئتلافية مع مجموعة “زحلة تنتفض”، والتي حدد مرشحها عن المقعد الارثوذكسي عيد عازار، كما ويتم التداول بعدد من المرشحين عن المقعد السني منهم محمد شفيق حمود، زياد عراجي ورضا الميس. وقالت مصادر مقربة من سكاف أن اختيار المرشح السني مرهون بما ستؤول اليه الصورة العامة بعد 14 شباط حينها يبنى على الشيء مقتضاه.