كتب أسامة القادري في “نداء الوطن”:
تحتدم المعركة في البقاع الغربي، وتزداد مطابخ اللوائح الانتخابية حركة وحضوراً لغربلة الأسماء وفحصها وتحديدها، منها وفق موقفها السياسي ومنها حسب إمكانياتها الماديّة وقدرتها التجييرية، هذا ما يعطي انطباعاً أنّ معركة البقاع الغربي من أشرس المعارك في لبنان لما تحمل من تجاذبات سياسيّة وتعدّد للقوى وتركيز الجميع على الشارع «السني» الذي تطمع القوى جميعها أن ترثه بعد تعليق الرئيس سعد الحريري العمل السياسي وضمنه الانتخابات النيابية، لتذهب الأمور باتجاه خمس لوائح بعضها غير مكتمل.
في المشهد حالياً تسرق الصورة البانورامية العامة في دائرة البقاع الغربي وراشيا الانتخابية حركة غير اعتيادية لمجموعات ثورة ١٧ تشرين، والتي تعمل منذ فترة على توحيد صفوفها ضمن ائتلاف ثوري يفترض أنه يضمّ القوى الثورية والمنصات جميعها للذهاب إلى الانتخابات بلائحة واحدة تعطي دفعاً وزخماً للمعركة بوجه لائحتي السلطة. وكان لافتاً إعلان إئتلاف البقاع الغربي وراشيا تحت اسم «سهلنا والجبل»، في مطعم الكنز في راشيا بحضور حاشد من قوى الانتفاضة، بغالبية المجموعات والأحزاب المناهضة للسلطة.
وتمّ عرض الورقة وتحديد النقاط التي تمّ التوصّل إليها بين المؤتلفين، وفق نقاط محددة «وصف الواقع السياسي» ورؤية الإئتلاف للدولة». إنّما ما تمّ إعلانه هو مجرد ورقة سياسية لم تحسم بعد أسماء المرشحين للانتخابات النيابية حيث تشير التقديرات إلى أنّ الخلافات الداخلية حول الجهات المموّلة للمنصات» نحو وطن» و» كلنا إرادة»، والهدف من خلف هذا الدعم، وذلك بعد إبعاد منصة «سوا للبنان» بحجّة أنّها مدعومة من رجل الأعمال بهاء الحريري، ما فاقم الخلاف ولم تفض اللقاءات إلى صيغة ترضي جميع القوى والطامحين للترشح باسم الثورة وخوض الانتخابات النيابية، وقالت مصادر في الائتلاف إن الجميع اتفق على فرصة نهائية حتى نهاية شهر شباط لإعلان أسماء المرشحين وفق لائحة واحدة.
ففي الظاهر وبحسب المشهد الحالي تشير المعطيات الميدانية إلى أن خوض المعركة الانتخابية في الغربي تتّجه إلى أربع لوائح، لائحتين لأحزاب السلطة، ولائحتين لقوى الثورة والمجتمع المدني. وربّما تذهب الأمور باتجاه خمس لوائح.
أبرزها لائحة «الغد الأفضل» برئاسة الوزير السابق حسن مراد عن المقعد السني بالتحالف مع حركة أمل بمرشحها قبلان قبلان، ومع نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، بعد تدخل الرئيس نبيه بري لحسم هذا الخيار، إضافة إلى التحالف مع طارق الداوود، فيما ما زالت المشاورات مع التيّار الوطني الحرّ قائمة حول الاسم الذي يرشّحه بعدما رفض باقي حلفاء مراد اسم شربل مارون لما رافق هذا الاسم من إشكاليات خاصة بملف الكهرباء وانقطاع التيار عن قرى البقاع الغربي وآخرها مركز القضاء والقرى المجاورة.
أما اللائحة الثانية فهي تحالف الحزب التقدمي الاشتراكي مع حزب القوات اللبنانية، غير مكتملة. وتشير المصادر إلى أن اللائحة لن تضم اسم مرشح سني وازن بانتظار ما تقرره فاعليات المنطقة.
فيما الثالثة هي لائحة الإئتلاف الثوري ولم تتضح صورتها بعد، رغم إجماع القوى والناشطين على ضرورة استعدادهم لخوض الانتخابات والدعوة إلى ايجاد آلية لغربلة الأسماء بحيث ترضي طموح الجميع وتحدث خرقاً، كل ذلك بانتظار سلسلة لقاءات مزمع عقدها خلال الأسبوعين المقبلين.
أيضاً اللائحة الرابعة والتي تضم تحالف مجتمع مدني مع حركة «سوا» ومستقلين، تشير المصادر إلى أن مطبخها الإنتخابي بدأ وضع اللمسات الأخيرة على اللائحة ومن المرجح أن تكون هي اللائحة الوحيدة المكتملة.
وعلى صعيد ترجيح أن تشهد المعركة لائحة خامسة الأمر متعلق مباشرة بما سينتج عن كلمة الرئيس سعد الحريري في ١٤ شباط. حيث لم تنتظر فعاليات البقاع الغربي وراشيا والتي تدور سياسياً بفلك تيار المستقبل، ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، لتبدأ العمل من خلال لقاءات مكوكية دائرية والبحث عن خطة لملء الساحة، وأحد هذه الخيارات وأبرزها تكون بإعادة ترشيح شخصية قادرة على لملمة الشارع وملء الفراغ بحسب ما أكّده أحد وجهاء البقاع الغربي، لقطع الطريق أمام مراد في الانقضاض على الشارع، أو إبراز قيادات أخرى مختلفة مع «المستقبل»، ومن الأسماء المطروحة لهذه المهمة النائب محمد القرعاوي بحيث يمكن أن يشكل لائحة ربما غير مكتملة.
ولهذه الغاية عقد الوزير السابق جمال الجراح لقاء في مطعم آمالين لتكثيف الحوار والتشاور ورصّ الصفوف، للتعبير عن رأي جمهور «المستقبل» حول إمكانية خوض الانتخابات والتحضير لذكرى ١٤ شباط، ولمنع إحداث الفراغ في البيئة السنية.