كتب جان فغالي في وكالة “أخبار اليوم”:
بالتأكيد ليس هناك من تحالف بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وتحالف “شمالنا”، لكن مَن يدقق قليلًا في آلية الإعداد للإنتخابات النيابية، لكلٍ منهما، يتوصل إلى أن هناك “تحالفًا موضوعيًا” بين التيار والتحالف، وإنْ كان عن بُعد ، بسبب تشابه الآلية.
رئيس التيار يجري انتخابات تمهيدية داخل التيار، لكنه لا يأخذ بنتائجها، وهناك مرشحون للإنتخابات، من التيار، لكنهم لم يمتثلوا للإنتخابات التمهيدية، هذا يعني أن الكلمة الأولى والأخيرة هي لرئيس التيار، وما الإنتخابات التمهيدية سوى “لزوم ما لا يلزم”.
عند هذه النقطة هناك التقاء بين التيار الوطني الحر وتحالف شمالنا:
شمالنا سيجري انتخابات تمهيدية، لكنها انتخابات “تزكية”، ففي البترون مرشحان لمقعديْن، هما الإعلامية ليال بو موسى والمحامي ربيع الشاعر، إذًا هناك انتخابات اشبه بالتزكية. الأمر عينه ينطبق على بشري: مرشحان لمقعدين هما الإعلامي رياض طوق والاستاذ والشاعر قزحيا ساسين، وكذلك الامر عن الكورة مرشحون على عدد المقاعد. الاستثناء الوحيد هو زغرتا حيث هناك خمسة مرشحين لثلاثة مقاعد وهُم: ميشال الدويهي ، جيستال ريمون سمعان (عن الكتلة الوطنية)، بول الطبر، شادي الياس الضعيف، فادي الفرد جلوان .
إذًا خمسة في زغرتا لثلاثة مقاعد، وكأن إضافة مرشحَيْن هو من باب “رفع التعب” للتغطية على “التزكيات” في الدوائر الأخرى! علمًا ان نتائج الانتخابات التمهيدية لجهة الترشيحات في دائرة زغرتا معروفة وشبه محسومة وأقرب إلى التزكية.
السؤال هنا: لماذا اعتمد “تحالف شمالنا” هذه المناورة؟ الم يجد جديدًا يقدمه للناس سواها؟
إن تحديد المرشحين سلفًا يُضاف إليه تحديد الناخبين سلفًا، فمن خلال تسجيل الإسم على التطبيق الخاص بالتحالف، فإن بإمكان هذا التحالف رفض أو قبول أي ناخب، ما يعني أن هناك إمكانية للتحكم بالعملية الإنتخابية التمهيدية، ترشحًا واقتراعًا، في هذه الحال، أين الديموقراطية حين تكون تزكيةً للمرشحين واختيارًا للناخبين؟ لعل الذين قرروا هذا النهج يعرفون شيئًا عن “مجمع تشخيص مصلحة النظام” في إيران الذي من اختصاصه ان يكون له القرار الفصل في اختيار المرشحين. فهل هذه هي الديموقراطية الحقيقية الموعودة؟ ام ان ديموقراطية التزكية هي الغطاء الذي يُغلِّف الترشيحات المسبقة الأختيار؟