كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:
العلاقة مع قوات الطوارئ الدولية في الجنوب «اليونيفيل»، عنوان الاجتماع الذي عقده مجلس الأمن الفرعي في الجنوب، في سراي صيدا الحكومي برئاسة أمين سر المحافظة نقولا بو ضاهر نيابة عن المحافظ منصور ضو، وحضره النائب العام الاستئنافي في الجنوب رهيف رمضان والقادة الامنيون فيما كان لافتاً غياب ضباط الجيش اللبناني.
ووفق المعلومات، فان الاجتماع الذي دام قرابة الساعتين بحث عدداً من القضايا الامنية والاجتماعية، ومنها ما يتعلق بالعلاقة مع «اليونيفيل»، وضرورة مواصلة التنسيق القائم بينها وبين الأجهزة الأمنية اللبنانية على ضوء الاحداث التي تعرّضت لها دورياتها في بعض القرى الجنوبية، اضافة الى تعزيز التعاون مع السلطات المحلية – البلدية، ناهيك عن الاوضاع الامنية في المخيمات الفلسطينية واستمرار الاجراءات على خلفية احداث مخيم برج الشمالي في منطقة صور والتوتر بين حركتي «فتح» و»حماس».
وأبلغت مصادر مطلعة «نداء الوطن» ان القائد العام لـ»اليونيفيل» الجنرال ستيفانو ديل كول، وخلال جولاته الوداعية على المسؤولين الرسميين، أثار معهم ما تعرّضت له دوريات «اليونيفيل» من مضايقات وتعدّيات، وآخرها خلال اجتماعه مع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، بحضور المحافظ ضو، حيث أكد مولوي «حرصه على استمرار التعاون بين «اليونيفيل» والدوائر التابعة لوزارة الداخلية والبلديات، لا سيما على مستوى محافظتي لبنان الجنوبي والنبطية والبلديات»، مثنياً على «الدور الذي تقوم به، إن على الصعيد الأمني لجهة تأمين الاستقرار في الجنوب أو على الصعيدين الإنمائي والإنساني».
مقررات الاجتماع
وفي البيان الرسمي، أثنى المجلس على الجهود التي يقوم بها الجيش اللبناني بالتعاون مع قوات الطوارئ الدولية، لتسهيل مهامها في الامن والسلام. وثمّن المجتمعون أيضاً أهمية التعاون بين الاهالي في القرى والبلدات الجنوبية مع قوات الطوارئ الدولية، وبحثوا في التواصل مع البلديات الواقعة ضمن نطاق عملها ومراسلتها للتركيز على أهمية الانفتاح والتعاون معها في المجالين الانمائي والأمني.
علاقة متوترة
ومنذ شهرين، تمرّ العلاقة بين «اليونيفيل» وبعض القرى الجنوبية بمرحلة من التوتر، على خلفية اتهامها بالقيام بدوريات مفاجئة من دون التنسيق مع الجيش اللبناني وبالتقاط صور داخل بلداتهم ولأملاك خاصة ما يثير الشبهات حول أهدافها، بينما اصحاب «القبعات الزرق»، يؤكدون انهم يقومون بمهامهم وفق السلطات الممنوحة لهم بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701.
في 22 كانون الاول، وقع اشكال بين ابناء بلدة شقرا ودورية لـ»اليونيفيل» على خلفية التقاط صور داخل البلدة، وذلك بالتزامن مع مغادرة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لبنان بعد زيارة استمرت لأربعة أيام، طالب فيها بـ»أن تتمتّع القوات الدولية بحرية الحركة والوصول من دون عوائق إلى جميع منطقة عملياتها وفق القرار 1701»، فيما تقول مصادر جنوبية لـ»نداء الوطن» انه «منذ زيارة غوتيريش إلى لبنان، بدأ الطرف الإسرائيلي محاولاته لتعديل مهام «اليونيفيل» للضغط على «حزب الله» اكثر ومحاصرته، وهو ما لا يمكن أن يقبله وكذلك لبنان الرسمي.
وفي 4 كانون الثاني الماضي، تكرّر المشهد في بنت جبيل، حيث وقع اشكال بين ابناء البلدة ودورية لـ»اليونيفيل» على خلفية التقاط صور في ملكية خاصة، نفتها نائبة مدير المكتب الإعلامي لـ»اليونيفيل» كانديس آرديل، مشيرة الى انهم «كانوا في طريقهم للقاء زملائهم في القوات المسلحة اللبنانية للقيام بدورية روتينية»، مؤكدة أن «حرمان قوات الطوارئ من حرية الحركة والاعتداء على من يخدمون قضية السلام أمر غير مقبول».
وتتواجد قوات «اليونيفيل» في لبنان منذ العام 1978 وذلك بعد الاجتياح الإسرائيلي واحتلال جزء من الجنوب حيث اصدر مجلس الأمن الدولي القرارين 425 و426، اللذين يدعوان إسرائيل إلى وقف أعمالها العسكرية وسحب قواتها من جميع الأراضي اللبنانية وقد وصلت طلائع القوة في 23 آذار 1978.
وبعد العدوان الاسرائيلي في تموز 2006 تبنّى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار 1701 الذي نص على جعل منطقة جنوب الليطاني خالية من السلاح، داعياً الحكومة اللبنانية الى نشر قواتها المسلحة في الجنوب بالتعاون مع قوات الطوارئ وبلغ عدد المشاركين 10,144 جندياً موزعين على 46 دولة.