Site icon IMLebanon

الشوف وعاليه… جنبلاط يفعل كل شيء كي لا يخسر مقعدين درزيين

كتب ألان سركيس في “نداء الوطن”:

تعتبر دائرة الشوف – عاليه أكبر دائرة في لبنان، إذ إن جمعها أتى باتفاق الجميع، للحفاظ على الخصوصية الدرزية في لبنان وليس في الجبل وحده.

تستطيع القوى السياسية خوض الإنتخابات في كل الدوائر، وبما أن هناك تطاحناً بين أقوياء النظام، أي الموارنة والسنّة والشيعة، فإن رئيس الحزب «التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط عمل جاهداً من أجل الحفاظ على الخصوصية الدرزية.

في المنطق، كان يجب أن يكون الشوف دائرة مستقلة ويتم ضمّ عاليه إلى بعبدا، لكن هذا الأمر سيقلّص من الفعالية الدرزية، إذ إن ضم عاليه إلى بعبدا في ظل القانون النسبي يجعل من المسيحيين أكثرية، إذ يوجد 3 نواب موارنة في بعبدا و2 في عاليه إضافة إلى أرثوذكسي، في حين أنه يوجد مقعدان درزيان في عاليه وواحد في بعبدا، بينما هناك ثقل للصوت الشيعي في بعبدا، وبالتالي فإن الخصوصية الدرزية سيُقضى عليها.

أما ضمّ عاليه إلى الشوف، فيعطي إستقراراً للصوت الدرزي. ففي هذه الدائرة 4 مقاعد للدروز واثنان للسنّة و7 للمسيحيين، لكن ثبات الصوت الدرزي مقابل تشتت المسيحي يسمح لجنبلاط بالحفاظ على كتلة وازنة.

وفي هذه الإنتخابات كما الإنتخابات الماضية، فإن أول أهداف جنبلاط هو منع الخرق في أحد مقاعد الشوف الدرزية، ومن ثمّ ينتقل إلى عاليه حيث يترك مقعداً درزياً لرئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» النائب طلال إرسلان، في حين ينصرف إلى الفوز بالمقعد الدرزي الآخر وبمقعد مسيحي لم يُعرف ما إذا كان مارونياً أو أرثوذكسياً بانتظار انتهاء مفاوضاته مع حزب «القوات اللبنانية».

قد يكون فوز جنبلاط في دائرة الشوف ـ عاليه بأربعة مقاعد تحصيلاً حاصلاً، لكن الأساس يبقى لديه بالحفاظ على مقعد مسيحي في الشوف ومقعد سني، بينما يُعتبر فوزه بالمقعد الدرزي في بعبدا نتيجة تحالفه مع «القوات اللبنانية» تحصيلاً حاصلاً.

ومن جهة أخرى بينما يشتدّ حجم الضغط على المقاعد الدرزية نتيجة تركه مقعداً لإرسلان وتقدّم رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب، إلا أن الأنظار الجنبلاطية تبقى شاخصة إلى المنحى الذي سيأخذه وهاب في تركيب لائحته، فهل سيتكرر سيناريو الإنتخابات الماضية ولا يصل إلى الحاصل، أو أن «حزب الله» و»التيار الوطني الحرّ» سيدعمان حليفهما في الخطّ الإستراتيجي، وعندها يخرق وهاب ويخسر جنبلاط مقعداً درزياً في الشوف، إضافةً إلى مقعد المير في عاليه؟ أو أن التنافس بين وهاب وأرسلان سيمنعهما من الإلتقاء في لائحة واحدة وعندها سيدفع وهاب ثمن عدم مبايعته «المير» ومحاولته خلق حالة درزية ثالثة تنافس أرسلان وتدخل كقوة في البيت الدرزي؟

وأمام هذه الوقائع، لا تبدو معركة الشوف ـ عاليه سهلة، فالتنافس هو داخل البيت الواحد، ولا أحد يعرف اتجاه الرأي العام وأين ستصب الأصوات، في حين أن الماكينات الحزبية الكبرى تعجز عن إحصاء الأصوات ومعرفة كيفية اتجاه الرأي العام، لكن الأكيد أن المعركة ستكون سياسية بعناوين عدّة وكذلك إنمائية في زمن يطرق الإنهيار كل الأبواب.