IMLebanon

فقراء طرابلس لميقاتي: “بدنا نسكن ببيتك ونتحمّل بعض”

كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:

وطأة الموازنة العامة التي أقرتها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لن تكون سهلة على الشارعين الطرابلسي والشمالي. وقبيل وصولها إلى مجلس النواب تمهيداً للتصويت عليها، ارتفعت أصوات فقراء طرابلس، المنددة بمشروعها وما يحمله من ضرائب وزيادات، ستدفع بالفقراء إلى الموت.

احتجاجات أمام منزل ميقاتي

عصر أمس نزلت إلى الميناء في طرابلس حيث منزل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مجموعة من ثوار 17 تشرين ونفذت وقفة احتجاجية، وسط انتشار كثيف لعناصر الجيش اللبناني.

الأسعار والضرائب التي سيتم فرضها في الموازنة الجديدة التي ستزيد معاناة الناس أكثر، واعتبروا أن نجيب ميقاتي ابن طرابلس «يحكم على أهالي طرابلس وفقرائها بالموت المحتم»؛ مؤكدين أنهم «لن يسكتوا على هذا الأمر»، داعين الشعب اللبناني بكل أطيافه، للنزول إلى الشارع رفضاً لقرارات الحكومة الميقاتية. وكان لافتًا في الوقفة الإحتجاجية إطلاق بعض الشبان الشتائم ضد ميقاتي محاولين اجتياز السور الحديدي المنصوب أمام قصر الميناء، وعملت قوى الأمن الداخلي وعناصر الجيش اللبناني على منعهم من ذلك. كما أطلقت شعارات الثورة ونادى المحتجون بعودة ثورة 17 تشرين من جديد إلى الشوارع والساحات في طرابلس. أحد المتظاهرين أمام منزل ميقاتي قال لـ «نداء الوطن»: «هذه حكومة حرامية جميعها ومن شأن هذه الموازنة أن تعيد الثورة إلى الشوارع من جديد تماماً مثل بداياتها في 17 تشرين 2019».

بدنا نتحمل بعض

في المقابل أثارت مقولة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد جلسة إقرار الموازنة، عندما صرّح بأنه «لم نعد قادرين على إعطاء كهرباء واتصالات ببلاش … بدنا نتحمل بعض … موجة انتقادات واسعة من أبناء طرابلس والشمال، واشتعلت مواقع التواصل الإجتماعي بالردود المنتقدة والمستهزئة بكلام ميقاتي. وعلّق أحد المواطنين الطرابلسيين على الأمر وكتب «بكرا رح ودي ولادي على مدرسة العزم وما رح إدفع القسط يا دولة الرئيس… معليش بدنا نتحمل بعض». وكتب آخر على صفحته على موقع فيسبوك «يلا ننزل كلنا ونسكن بقصر الميقاتي على الكهربا… وبدنا نتحمل بعض».

يدرك الرئيس ميقاتي أن قرارات حكومته ليست شعبية وستدفع بالشارع الطرابلسي إلى النقمة عليه، وربما هذا هو السبب الذي يجعل حراك ميقاتي الإنتخابي خافتاً حتى اللحظة، وقد تصل الأمور إلى عدم ترشح الأخير شخصياً أو أي أحد من عائلته، سيما وأن هذه الموازنة لم تضع أي بنود إصلاحية أو أي تحفيز إنتاجي بقدر ما حمّلت الطبقات الشعبية الفقيرة والمسحوقة، مسؤولية الإنهيار من جيبها.

صحيحٌ أن أعداد المتظاهرين أمام منزل ميقاتي أمس كانت قليلة، إلا أن موجة الغضب الشعبي في طرابلس وبين فقراء المدينة لم تعد تحتمل. ينتظر الطرابلسيون ما سيجري في جلسة مناقشة الموازنة في مجلس النواب ليكون لكل نائب يصوّت معها حسابه الخاص، ومع إقرار الموازنة الجديدة لن يكون الوضع الشعبي في عاصمة الشمال كما قبله، وهذه الموازنة قد تطيح بمستقبل ميقاتي وسياسيي طرابلس الحاليين جميعاً حتى ولو زايد بعضهم بعدم الموافقة عليها.