Site icon IMLebanon

“حزب الله” يلوِّح بالانقلاب على الموازنة في البرلمان

كتبت أنديرا مطر في “القبس”:

يرجح أن يبقى مشروع الموازنة والانتخابات النيابية المقبلة عنوانَي المرحلة الراهنة لبنانياً على ضوء التخبط والسجال الدائر حولهما: الموازنة وطريقة اقرارها في مجلس الوزراء، استدعت تنصل الثنائي الشيعي منها مع تلويح «حزب الله» بالانقضاض عليها في مجلس النواب وادخال تعديلات مهمة عليه، ما يؤثر في مسألة التفاوض مع صندوق النقد الدولي.

اما مصير الاستحقاق الانتخابي فيزداد غموضاً على وقع محاولات أطراف في الحكم إلى تأجيلها.

وبدت لافتة في هذا الاطار تصريحات رئيس الجمهورية التي ألمح فيها الى احتمال تأجيل الانتخابات بسبب شح الأموال قبل ان يعود ويتراجع عنها. وفي السياق، جدد البطريرك الماروني دعوته إلى إجراء الانتخابات في موعدها محذراً من عواقب تأجيلها.

التجاذب الدائر حول الموازنة والانتخابات انسحب ايضاً على ملف ترسيم الحدود الذي اعاد الوسيط الاميركي أموس هوكشتاين تحريكه إثر زيارته لبنان الاسبوع الفائت.

وفي سابقة من نوعها، طلب العميد الركن الطيار المتقاعد بسام ياسين ـــ رئيس الوفد العسكري التقني المفاوض بخصوص الحدود البحرية ـــ توضيحاً من رئيس الجمهورية ميشال عون بعد تصريحه بأن «حق لبنان في ترسيم الحدود البحرية يتركز على الخط 23 وأن البعض طرح الخط 29 من دون حجج برهنته». وذكر ياسين أن رئيس الجمهورية كان قد كلّف الوفد وأعطى توجيهاته الأساسية لانطلاق عملية التفاوض بهدف ترسيم الحدود البحرية على أساس الخط الذي ينطلق من نقطة رأس الناقورة براً والممتد بحراً تبعاً لتقنية خط الوسط من دون احتساب أي تأثير للجزر الساحلية التابعة لفلسطين المحتلة أي الخط 29، مؤكداً أنه خلال كل الاجتماعات التي عقدها الوفد مع الرئيس كان الأخير يؤكد دائماً ضرورة التمسّك ببدء المفاوضات من الخط ٢٩ وكان يرفض حصر التفاوض بين الخط ١ والخط ٢٣ كما يطالب العدو الصهيوني.

إلى ذلك، بعد ثلاثة اسابيع من اعلانه تعليق عمله السياسي، ومع حلول الذكرى السابعة عشرة لاغتيال والده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، عاد زعيم تيار المستقبل سعد الحريري إلى بيروت حيث عقد اجتماعاً مع كتلته النيابية وسط معلومات تشير الى ان قرار الحريري لم يتغير بالعزوف عن الترشح للانتخابات الا ان قيادات في المستقبل قد تخرق القرار بصورة شخصية.

واستبق مفتي الجمهورية اللبنانية عبداللطيف دريان موعد الذكرى بزيارة ضريح الحريري على رأس وفد من العلماء. فشدد دريان على «المحافظة على تراث الرئيس الحريري الأخلاقي والإنمائي والوطني، ومواصلة العمل في ضوء النهج الذي اعتمده طوال مسيرته في الحكم وحتى النفس الأخير».

على مستوى آخر، شدّد البطريرك المارونيّ بشارة الراعي على أنّ «الانتخابات ممرّ حتميّ ‏لاستعادة مكانة لبنان واحترامه بين الدول، ومن غير المسموح تأجيلها».‏ وأضاف الراعي أنّ «التحدّيات الراهنة تفرض علينا الالتفاف ‏حول مؤسّسات الدولة وفي طليعتها الجيش، ولا سيّما في المرحلة المقبلة التي تستدعي الضبط ‏الأمنيّ»، آملاً أن «يدور محور المشاريع الانتخابية حول المطالبة بالحياد وبمؤتمر دولي، لأن ‏الوضع الخطير يفرض اتخاذ مواقف جريئة ومتقدّمة».‏

وفي السياق، حذر النائب وائل أبو فاعور من الاطاحة بالانتخابات النيابية، معتبراً أن «العهد ومن يلوذ به ومن يدعمه لن يتورعوا عن إلغاء الانتخابات النيابية أو تأجيلها وارتكاب هذه الفعلة الشنيعة اذا ما استطاعوا لذلك سبيلا، رغم كل النفاق الذي يمارس في الاعلام وسنتصدى لذلك، ودعا ابو فاعور إلى توقيع عريضة نيابية للدفاع عن إجراء الانتخابات» لأنهم يعرفون أن الموازين الشعبية والسياسية ستطيح قسما كبيرا من تمثيل العهد وتياره وبعض الاطراف الآخرين الذين يرون أن هذا الفريق السياسي هو الغطاء لهم ولكل سياساتهم وممارساتهم.