كتب قاسم قصير في “أساس”:
حرّك حزب الله كلّ ماكيناته الانتخابية ولجانه الداخلية ومؤسساته السياسية والإعلامية تحضيراً لخوض الانتخابات النيابية المقبلة في الخامس عشر من شهر أيار المقبل.
يعمل الحزب على أساس إجراء الانتخابات بدون أيّة تعديلات تُذكر لا في القوانين ولا في المواعيد، وبناء عليه بدأ إعداد الإحصاءات والدراسات الميدانية حول النتائج المتوقّعة والخيارات المحتملة لِما بعد الانتخابات كي لا تكون هناك مفاجآت تُذكر لا في النتائج ولا في التحالفات.
فماذا في التحضيرات التي أنجزها الحزب على صعيد البرنامج الانتخابي والترشيحات والتحالفات السياسية والانتخابية؟ وماذا عن النتائج المتوقّعة؟ وما هي الخيارات السياسية التي قد يعتمدها الحزب في ضوء هذه النتائج؟
حسب مصادر قيادية مطّلعة في الحزب فقد تمّ إنجاز البرنامج الانتخابي الذي سيُعلن قريباً تحت العنوان نفسه لبرنامج الانتخابات السابقة، “نبني ونحمي”، الذي يؤكّد أولويّة الاهتمامات الداخلية ومواجهة الفساد وبناء مؤسسات الدولة ومعالجة هموم الناس المختلفة من خلال الاستفادة من تطوّرات وأحداث السنوات الأربع الماضية. أمّا على صعيد الترشيحات فقد حسم الحزب بعض الترشيحات وسيتمّ الإعلان عنها في احتفال خاص سيُحدّد موعده لاحقاً، وإن كانت إطلالة الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله في ذكرى القادة الشهداء يوم غد الأربعاء في مجمع سيّد الشهداء قد تحمل بعض المعلومات والمعطيات حول برنامج الحزب الانتخابي وتحالفاته وترشيحاته.
أمّا على صعيد التحالفات فقد حسم الحزب تحالفه الانتخابي مع التيار الوطني الحر في كلّ الدوائر المشتركة بين الحزب والتيار. وقد عُقد لقاء بين قيادتيْ الطرفين أخيراً جرى فيه تجديد التفاهم والاتفاق على معالجة كلّ الإشكالات السياسية والإعلامية وضبط مواقع التواصل الاجتماعي وإعادة تفعيل كلّ اللجان المشتركة على كلّ المستويات. ويسعى الحزب إلى ضمّ حركة أمل الى هذا التحالف بعدما جرى التفاهم على تخفيف حدّة الخلافات السياسية والإعلامية. ويجري حالياً بحث إمكانية أن يكون التحالف الانتخابي ثلاثيّاً، لكن لم تُحسم الأمور حتى الآن.
بموازاة ذلك تُجري قيادات الحزب المعنيّة بالعمل الانتخابي والاتصالات السياسية، وخصوصاً نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، اتصالات ولقاءات مع مختلف الأطراف والحلفاء في مختلف المناطق اللبنانية، وذلك لدراسة كلّ الخيارات المتوقّعة والتحالفات المطلوبة، ولضمان فوز حلفاء الحزب بالأكثرية المطلوبة في المجلس النيابي المقبل، وهذا هو الهدف الأساسي للحزب وحلفائه في مواجهة الحملة التي يتعرّض لها داخلياً وخارجياً.
في ما يتعلّق بالساحة الإسلامية، ولا سيّما بعد قرار الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل تعليق العمل السياسي، فقد حرص الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله في إطلالته الأخيرة عبر قناة العالم على أن يوجّه خطاباً هادئاً إلى الساحة الإسلامية، وأن يدعو الحريري إلى العودة عن قراره. لكن في الوقت نفسه يدرس الحزب كلّ الخيارات المحتملة في حال أصرّ الحريري وتيار المستقبل على قرار تعليق عملهما السياسي والانتخابي، وهو حريص على عدم القيام بأيّة خطوات استفزازية للساحة الإسلامية لضمان الحفاظ على الاستقرار والهدوء وكي تكون لديه كلّ الخيارات الممكنة للتعامل مع الفائزين في هذه الساحة.