Site icon IMLebanon

المُسيّرات عنوان المرحلة… ولبنان الرسمي صامت!

جاء في “الانباء” الالكترونيّة:

بعد ساعات على إعلان أمين عام حزب الله حسن نصرالله عن قدرة الحزب على تصنيع الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة في لبنان، برز إرسال الحزب لطائرة إستطلاع إسرائيلية إلى الأراضي المحتلة وتحليقها لمدة 40 دقيقة، فيما فشلت دفاعات العدو بالتصدي لها أو بإسقاطها، بينما أعلن الحزب تنفيذها المهمة بنجاح وعودتها إلى لبنان سالمة. وهذا يمثل تطوراً جديداً قد يستمر في المرحلة المقبلة وسيدخل حتماً في سياق المواجهة مع اسرائيل، وإن كان لافتاً الصمت الذي طغى على الموقف الرسمي طوال يوم وأمس، في وقت كانت فيه الطائرات الحربية الاسرائيلية تسرح وتمرح بدورها في سماء العاصمة بيروت والمناطق اللبنانية.

وفيما تضمحل الدولة يوماً بعد يوم وتفقد هيبتها ومكانتها، يتوسع هامش المعارك السياسية والامنية التي يشهدها لبنان. وتلفت مصادر سياسية عبر “الأنباء” الإلكترونية إلى أن “الصراع المستمر بين رئيس الجمهورية ميشال عون وباقي القوى السياسية في البلد، مؤشر إلى أن التصعيد باق من الآن وحتى موعد الإنتخابات، وعلى الرغم من التأكيدات بأنها ستجري في موعدها لا تزال هناك مخاوف من احتمال الإطاحة بالإستحقاق في ظل خوف التيار الوطني الحرّ من حالة التراجع لديه، وبالتالي أن تكون هذه الخلافات والصراعات مقدمة لتأجيل الإنتخابات”، مشيرة إلى أن “عون لا يزال مصراً على ملاحقة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وتسعير الصراع مع السنّة من خلال استهداف مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، وما يريده عون في هذا المجال هو تحقيق ثلاثة أهداف”.

وتضيف المصادر: “الهدف الأول تحقيق مكاسب شعبية من خلال المعارك الشعبوية التي يخوضها ويريد من خلالها تحميل المسؤولية للآخرين. والثاني، هو انتهاز لحظة خروج سعد الحريري من السياسة والإنتخابات في هذه المرحلة للإنقضاض على مواقع أساسية في الدولة لظّنه بأن القوى السياسية الأخرى تعيش حالة ضعف أو انشغال في ملفات متعددة. أما الهدف الثالث فهو وضع الجميع أمام أمر واقع يسعى من خلاله إلى إعادة تفعيل العمل بمنطق الصفقة التي كان يتم السعي إليها وهي إجراء تعيينات أمنية وعسكرية وإدارية وديبلوماسية وقضائية. وهناك من يعتبر أن عون يريد الإنقضاض على سلامة في ظل تنازله في ملف ترسيم الحدود، لعلّه ينجح بالحصول على غض نظر أميركي في ما يريد أن يفعله في الداخل”.

سياسياً أيضاً، فإن حزب الله وبعد إعلان أمينه العام عن شعار الحملة الإنتخابية، بدأ يتحضر بحسب المعلومات لخوض الإنتخابات وهو يتعاطى بأنها حاصلة بجدية، ويولي أهمية قصوى للحصول على الأكثرية. ويؤكد الحزب أنه أولاً يصر على الحصول على 27 مقعداً شيعياً من أصل 27 ومنع أي جهة معارضة من تحقيق أي خرق. وثانياً يصرّ الحزب على دعم حلفائه السنّة في بيروت والشمال والبقاع. وهو يريد الإستفادة من خروج الحريري من المشهد وعدم تبلور جهة قادرة على لملمة الشارع السنّي كي يتمكّن الحزب من تسجيل إختراقات في البيئة السنية. ثالثاً يعتبر الحزب أنه سيولي أهمية لحلفائه المسيحيين، وخصوصاً التيار الوطني الحرّ. وتقول تقديرات الحزب إن التيار الوطني الحرّ سيتراجع عدد نوابه إلى حوالى النصف. أي أن التيار سيحصل على حوالى 12 أو 14 مقعدا فقط لا غير.

وفي هذا السياق، تشدد مصادر نيابية عبر “الأنباء” الإلكترونية على أن “أي محاولة لتطيير الانتخابات عبر اقتراحات أو مشاريع مبيّتة لن تمر وستسقط في مجلس النواب”، مستشهدة بموقف الرئيس نبيه بري الذي عاد وكرره في القاهرة ايضا بأن الانتخابات حاصلة في موعدها.

ومع اقتراب موعد الاستحقاق تتجه الأنظار الى بوصلة الترشيحات والتحالفات والتي لا يزال بعضها ضبابيا، وتلك التي تدور في فلك فريق الثامن من أذار الذي سيكون من الصعب أن يجتمع على لوائح واحدة في ظل استفحال الخلافات بين أركانه طوال فترة هذا العهد، وعليه فإن الاكثرية المقبلة سيكون من الصعب حسم وجهتها منذ اليوم بانتظار ما ستفرزه حكماً صناديق الاقتراع.