أتحفنا الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير بإعلانه تحويل لبنان مصنعاً للصواريخ الدقيقة والطائرات المسيّرة والاستعداد لبيعها للجمهور ومن يطلب الحصول عليها.
شعرت بفرح عارم وأنا أسمع من نصرالله شخصياً أن لبنان بات يصنّع منتجات ما، لكن للحظة تسمّرت أمام الشاشة وسألت نفسي: ماذا يصنّع؟ إضافة إلى المخدرات والكابتاغون هل بات لبنان يصنّع كل المنتجات التدميرية والتي تجلب الويلات والحروب؟
كرّرت السؤال لنفسي: ومن سيشتري منّا مسيّرات صناعة “حزب الله” المصنّف إرهابياً في أكثر من 80 دولة وحول العالم؟ ومن سيهتم بصواريخ دقيقة أضاعت البوصلة إلى القدس ولا تنفع سوى في تدمير المدن العربية وفي قتل الشعوب العربية وتهجيرها؟ الخلاصة إذاً أن مثل هذه الصواريخ والمسيّرات ستصدأ حتماً لأن لا أحد يرغب بها من الدول والشعوب الحرة والمتقدمة، ولأن دول وشعوب محور الممانعة مفلسة ومنهارة ولا إمكانات لديها لتشتري مسيرات أو صواريخ وتبحث عمّن يؤمن لها الطحين للخبز والمازوت للتدفئة وعددا يسيرا من ساعات التغذية بالتيار الكهربائي.
في لبنان يا سيّد لا نبحث عن تصنيع مسيّرات وصواريخ دقيقة لم تكن يوماً دقيقة في إصابة أهدافها. لم ولن نرغب يوماً في ان نكون مصنعاً للرسائل الإيرانية والتخريب في المنطقة.
كنا نفضّل يا سيّد أن نحافظ على مصانعنا الموجودة وأن نطوّرها في الصناعات الزراعية والغذائية والدوائية، وأن نوسّع الصناعات الكرتونية والبلاستيكية، ولم لا صناعة النبيذ يا سيّد. وكم كان جميلاً لو حافظنا على الأسواق الخارجية التي تسبّبت يا سيد بإقفالها على المزارعين والصناعيين وتسببت بهجرتهم إلى بلاد الله الواسعة مثل قبرص وغيرها حيث نقلوا مصانعهم!
كم كان مفيداً للبنان لو أمّنا له الاستقرار الأمني وحصرية السلاح بيد الدولة والحد الأدنى من البنى التحتية لننطلق كما دائماً إلى العالمية في الصناعة السياحية والمالية والمصرفية التي لطالما كنّا روّاداً فيها وكانت هذه الصناعات تؤمّن فرص العمل لعشرات آلاف الشباب اللبنانيين الذين بسبب ممارساتك باتوا يحلمون بأي فيزا هجرة للمغادرة من جهنم التي أوصلتنا إليها.
فخرنا وفخر اللبنانيين يا سيد أن يكون لبنان ملتقى الحضارات ومصدّر الإشعاع الحواري والثقافي والحضاري في المنطقة، لا مصدّر الصواريخ والمسيّرات والمرتزقة والتخريب والموت!
فخرنا وفخر اللبنانيين أن يكون اسم لبنان مرادفاً للعلم والتطور والازدهار لا مرادفاً للتخلف والجهل والحروب الهبثية الهدّامة!
تذكّر يا سيد أنه وبينما أنت تحتفل وتبتهج بمسيّرة سخيفة وبصواريخ لم تطلقها يوماً لتحرير القدس كما تزعم، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تستهدفها بمسيراتك وصواريخك عبر الحوثيين، أطلقت مسبار “الأمل” الذي وصل إلى المريخ حيث يقوم بمهمات علمية لا تدميرية.
وتذكّر أن المملكة العربية السعودية، والتي تستهدفها بمسيراتك وصواريخك عبر الميليشيات الحوثية من اليمن، باتت من أكثر دول المنطقة تقدماً وعلماً وازدهاراً وجميع الشباب والخريجين الجامعيين في لبنان يحلمون بإجازة عمل فيها حيث يضمنون مستقبلهم وكرامتهم.
وتذكر يا سيد انك إذا أكملت على هذا المنوال فلن تجد في القريب العاجل في لبنان من يحرّك مسيّرة ومن يطلق صاروخاً لأن هذه المسيرات والصواريخ إنما هي مسيّرة من إيران حيث يتم التحكّم بها كما بقراراتك وسياساتك. أما شباب لبنان فسيكونون هاجروا بحثاً عن وطن تكفّلت أنت بتدميره فداء لإيران!