Site icon IMLebanon

“الحزب” يصعّد… قلقٌ محلي ودولي

كتبت أنديرا مطر في “القبس”:

في توقيت حرج إقليمياً ودولياً ولبنانياً، أطلق «حزب الله» حرب «المسيرات» باتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة عبر «عراضة» مسيَّرة حسان التي خرقت القرار 1701 في حين كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يناقش في ميونيخ تطبيق القرار الدولي مع الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، في وقت يثير هذا التصعيد قلقاً متنامياً محلياً ودولياً من ترددات العملية الاستطلاعية التي نفذتها الطائرة المسيّرة حسان فوق الجليل المحتل على مستوى المنطقة لا على الساحة اللبنانية فحسب، وانزلاق الأمور إلى ما لا تحمد عقباه.

وبينما تضع مصادر سياسية تصعيد «حزب الله» الأخير في اطار تعزيز الورقة الايرانية في مفاوضات فيينا تماماً كما يفعل الحوثيون في اليمن للضغط على واشنطن، فإنها لا تغفل اهدافا محلية ترمي للاطاحة باستحقاقات انتخابية ومالية مقبل عليها لبنان في الاشهر المقبلة، ولا سيما مع خشية «حزب الله» من خسارة الأغلبية النيابية لمصلحة الفريق السيادي الذي ينادي بالحياد وتطبيق القرارات الدولية، وكذلك تمديد الفرصة امام حليفه الأول التيار الوطني الحر؛ لمحاولة فرض ارادته في قانون الانتخابات لجهة تعديل بند تصويت المغتربين بعد أن تبين تراجع قوة التيار في دول الاغتراب.

ويوم السبت، استعرت حرب الطائرات بين «حزب الله» والكيان الصهيوني عبر خرق جوي من «حزب الله» للأراضي الفلسطينية المحتلة اقرّت به تل ابيب ورد عليه عصراً بخرق الطيران الحربي للأجواء اللبنانية على ارتفاع منخفض فوق بيروت والضاحية الجنوبية وبعض المناطق ونفذ غارات وهمية، واستمرت الخروقات حتى ساعات المساء.

غير أن مسؤولاً عسكرياً صهيونياً قال إن الرد على إطلاق المسيّرة كان مبالغاً فيه، وإنه حقق للأمين العام للحزب حسن نصرالله هدفه من تصريحاته الأخيرة بشأن تطوير مثل هذا النوع من الطائرات.

وأورد موقع «واي نت» التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت أن الطبقة الأمنية العسكرية الصهيونية ترجح أن مسيّرات حزب الله تشكل تحديا خطيرا، حيث إنها صغيرة الحجم ورخيصة الثمن وقادرة على زراعة الدمار والقتل.

وأضاف الموقع العبري أنّ جيش الاحتلال يبحث عما وصفه بعلاج رخيص لمثل هذه المسيّرات الإيرانية، وإن القيادات العسكرية لا تستبعد أن تشكل منظومة الاعتراض بواسطة الليزر ـــ التي تحدث عنها رئيس الوزراء الصهيوني نفتالي بينيت ـــ سلاحاً فعالاً حيث من المفترض إدخالها تحت التجربة العملية قريباً، وسط خشية من أن تتعرض تل أبيب لهجوم بأسراب من المسيرات الصغيرة، قبل اكتمال منظومة الاعتراض بالليزر وجهوزيتها.

سامي نادر لـ”القبس”: تغطية على ترسيم الحدود مع الكيان الصهيوني

يشير المحلل السياسي والاقتصادي اللبناني سامي نادر في حديث لـ القبس إلى ارتباط تصعيد «حزب الله» بمسألتين:

1- الصراع مع ايران ومفاوضات فيينا خصوصاً ووضع الغرب إيران أمام خيار الاتفاق السريع أو الفشل

2- تطورات تتعلق بالملف اللبناني ولا سيما الاستحقاقات المقبلة كالانتخابات والاقتصاد

3- مسألة ترسيم الحدود البحرية بعد المسعى الأميركي الذي قوبل بليونة رسمية لبنانية منبعها ليونة من «حزب الله»

4- يحاول «حزب الله» عبر هذا التصعيد فصل هذه المسألة والابقاء على ربط النزاع مع العدو وقواعد الاشتباك