رأت مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، ان معالم حملة حزب الله الانتخابية بدأت تظهر الى العلن. وحتى الساعة، هي تقوم على عنصرين:
اولا، شيطنة خصومه وتخوينهم وتصويرهم على انهم ينفذون أجندة سفارات اجنبية خليجية واميركية، لاستهداف حزب الله وتقويضه وتطويق قوته. من هنا، لا يخلو خطاب مسؤولي الحزب في الآونة الاخيرة من التصويب بعيارات ثقيلة على القوات اللبنانية لانها اكبر خصومهم في الخندق الآخر، وعلى الجمعيات غير الحكومية المأجورة في نظر الحزب. وهذا ما ظهر بوضوح في كلمة رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين امس حيث قال: أميركا بسفارتها وحلفائها تنفق اموالا من أجل تخريب لبنان من خلال الجمعيات لتشويه صورة حزب الله “.اما عضو المجلس المركزي في “حزب الله “الشيخ نبيل قاووق فقال بدوره “الإنتخابات النيابية قائمة بلا تأخير، ونحن نستعد لها وسنخوضها وسنشهد الإقتراع للمقاومة رغم أنف أميركا وأموال دول التطبيع في الخليج”.
ثانيا، شد العصب الشعبي الشيعي حول “المقاومة” من جديد. فالحزب يدرك جيدا ان الاوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية غير المسبوقة التي يعيش فيها اللبنانيون والتي طالت بيئة الحزب قبل سواه، خلقت تململا كبيرا في الشارع الشيعي، حيث بات مناصرو الحزب يسألون في الهمس وفي العلن عن غاية القتال في الخارج والانخراط في الحروب الاقليمية، بينما هم غير قادرين على تأمين المأكل والمشرب والتدفئة والاستشفاء والدواء والتعليم لأنفسهم. ولسان حالهم: نصرخ هيهات منا الذلة، لكننا نعيش الذل كل يوم!
ولتطويق هذه الحملة عليه، أطلق الحزب في الساعات القليلة الماضية حرب مسيّراته وأعلن بوضوح عن البدء بتصنيعها في لبنان وكشف انه بات قادرا على تحويل الصواريخ الذكية في الداخل ايضا. ولم تكن صدفة ان يرسل الحزب “حسان” الى الاراضي المحتلة ولا ان يرد الطيران الإسرائيلي بغارات وهمية جنوبا وبتحليقه “فوق رؤوس اللبنانيين” في المناطق اللبنانية كافة الجمعة… بل أتت هذه العراضة كلها ليقول الحزب لناسه: المقاومة لا تزال حاجة، وسلاحها ايضا، ولا احد سيرد التهديد الاسرائيلي ويحميكم الا الحزب، فلا تخذلوه في “الصناديق”.
على هاتين الركيزتين، تقوم اذا حملة الحزب لاستنفار قواعده واستنهاضها استعدادا لانتخابات 15 ايار… لكن احدا لا يعرف ان كانت الانتخابات ستحصل، ومسار محادثات فيينا والاتصالات الدولية بين العواصم الكبرى وآخرها فرنسي- اميركي، ستحسم امره، تختم المصادر.