كتبت كارول سلوم في “اللواء”:
وكأنه مكتوب لملف ترسيم الحدود البحرية أن يبقى عالقا،ليس لأن التفاوض بشأنه خضع للأخذ والرد بل لأن ثمة خطوات يجب السير بها قبل الوصول إلى الخواتيم المرجوة، وأي انتظار جديد ستكون له اتعكاساته السلبية، فأي مردود سيحصل عليه لبنان من وراء الغاز في كل لحظة تأخير وفي ظل الحديث عن دخول الطاقة البديلة ودورها في اقتصاديات العالم؟ السؤال منطقي ومطروح، لكن على الرغم من المشهد غير الواضح بشأن نهاية هذا الملف إلا أن الوسيط الأميركي آموس هوكستين لا يزال يقود دور الوسيط، وطالما أنه لم يقل بالأنكليزية it is over فذاك يعني أن القضية في عهدته حتى لو ابرز في اطلالاته الاعلامية الهواجس من هذا التأخير وتفويت فرصة لبنان من الاستفادة من ثرواته الطبيعية .
فمتى يحل الوسيط الأميركي ضيفا على لبنان مرة جديدة؟
المعلومات الرسمية لا تتحدث عن موعد محدد له، حتى وإن تضاربت الأخبار بشأن زيارته المقبلة وفي كل اسبوع يتم ترجيح الزيارة، على أنها على قاب قوسين أو أدنى من حصولها.
لكن ما يجدر التوقف عنده هو أن ما حمله الوسيط الأميركي في زيارته الأخيرة إلى لبنان بشأن الخط ٢٣ وحقل قانا كان شفهيا، ولذلك تقول مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أبلغ ضيفه الأميركي أن ما عرض لجهة حصول لبنان على حقل قانا في مقابل حصول إسرائيل على حقل كاريش يجب أن يأتي خطيا ومدعما بتفاصيل وخرائط والأهم من كل ذلك ضوابط قانونية تحفظ حق لبنان فيما لو كان هناك امتداد للحقول اللبنانية.
وتفيد المصادر إن هوكستين أكد أن هذا العرض سيتم تحضيره مع هذه الضوابط والنصوص والتفسيرات واراء الخبراء لعرضه على الجانب الاسرائيلي، وهذا ما جرى وفق ما تردد، على أن لبنان يترقب ما سيقدمه حول المقترح المفصل والواضح وعندها يبدي رأيه.
وتشير المصادر إلى أن الرئيس عون الذي يملك حق التفاوض وفق المادة ٥٢ من الدستور، ستكون له اتصالات مع المسؤولين اللبنانيين قبيل التوصل إلى القرار النهائي والذي يحط في نهاية المطاف في مجلس الوزراء مع العلم أن هناك مراحل يجب أن يسلكها الملف.
وترد المصادر على من يطلق الاتهامات بشأن تنازل لبنان عن حقه بالقول : هؤلاء لم يطلعوا على المفاوضات ويحاولون المزايدة لا بل أن مواقفهم تحدث أذية لمصلحة لبنان.اما للمشككين فالدعوة موجهة لهم للانتظار. وبالنسبة إلى من يقولون أن الرئيس عون تنازل عن الحق اللبناني فإنهم يفبركون اخبارا .
وتقول ان التنقيب تحت البحر والتعاقد مع الشركات هي مسائل روتينية لكنها تستحوذ الوقت والسرعة وحدها مطلوبة.
وتلفت إلى أن الكلام عن صفقة السير بالخط ٢٣ مقابل وقف العقوبات الأميركية، لا أساس له من الصحة، مشيرة إلى أن مسألة الترسيم مبدئية والجميع سيكون على بينة من الحقيقة عاجلا أم آجلا. اما بشأن استياء العميد بسام ياسين، فإن المصادر تقول أن سبب استيائه هو خوضه معركة الخط ٢٩ .
وتنفي أي تباين مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في موضوع الخط ٢٣.
وفي العودة إلى خلفية الملف، فإن الخط ٢٩ اعتبر خط تفاوضي أساسي في حين ان الخط ٢٣ ورد ضمن مراسلة الدولة اللبنانية في العام ٢٠١١ في عهد الرئيس ميشال سليمان ووقتها كان الرئيس ميقاتي رئيسا، وقد جاهر رئيس مجلس النواب نبيه بري بانه اتفاق إطار.
وفي خلال المفاوضات بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي، رفعت رايات الرفض المتبادلة، رفض لبنان الخط ١ وخط هوف ورفضت إسرائيل الخط ٢٩،إلى أن اتى اقتراح الوسيط الأميركي والذي انطلق من أهمية تحريك الملف والاستفادة من الغاز الموجود بكثرة في حقل قانا مقابل حصول إسرائيل على خط كاريش بعدما تم إسقاط خط هوف نهائيا والخط ١.
وتعيد المصادر نفسها التأكيد أن الزيارة المرتقبة لهوكستين تحمل معها اجوبة عن المرحلة التي تلي في هذا الملف، سواء لجهة التقدم خطوة إلى الأمام أو مراوحة جديدة.