IMLebanon

هل غيّر الحزب موقفه من الترسيم وهل يتم إجهاض زيارة هوكشتاين؟

كتب المحرر السياسي في IMLebanon:

لفت موقف رئيس كتلة نواب “حزب الله” النائب محمد رعد من ملف الغاز اللبناني بقوله “إننا سنبقي غازنا مدفوناً في مياهنا إلى أن نستطيع منع الإسرائيلي من أن يمدّ يده على قطرة ماء من مياهنا. ليعلم العدو ومن يتواصل معه، وسيطاً وغير وسيط، أن الإسرائيلي لن يتمكن من التنقيب عن الغاز في جوارنا ما لم ننقّب نحن ونستثمر كما نريد وليبلّطوا البحر”.

وفي هذا السياق تقول مصادر سياسية متابعة إن موقف “حزب الله” من ملف التنقيب عن الغاز يُعدّ تطوّراً سلبياً قبيل عودة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، وفي ظل الوعود اللبنانية للأميركيين بإعطاء الموافقة النهائية على الاتفاق الذي تم التوصّل إليه خلال الزيارة الأخيرة لهوكشتاين على قاعدة توزيع الحقول لا الاعتماد على الخطوط، بما يعني عملياً تراجع لبنان عن الخط 29 والعودة إلى الخط 23.

وتسأل المصادر السياسية ما الذي استجدّ ليتراجع “حزب الله” عن الضوء الأخضر الذي أعطاه لرئيس الجمهورية ليقدّم التنازلات؟ وهل الأمر مرتبط بمعطيات داخلية فقط كمثل عدم قدرة رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل الحصول على مكسب رفع العقوبات الأميركية عنه مقابل التنازل الرسمي عن 1430 كيلومتراً بحرياً لإسرائيل وهو ما برّره باسيل بأن المياه ليست مثل التراب وبأن لا قيمة للمياه إن لم تكن تحتوي على الغاز والنفط، أم أن الأمر مرتبط بشكل مباشر بتطورات الغزو الروسي لأوكرانيا وانعكاس ذلك على القرار الروسي تعطيل مفاوضات فيينا للضغط على الأميركيين، ما يُلزم إيران حكماً بوقف تقديم اي ورقة للأميركيين ومن خلفهم الإسرائيليين، وهذا يستدعي تصعيداً سياسياً في لبنان وتعطيلاً لكل ملف التفاوض حول ترسيم الحدود؟

وتشدّد المصادر على أنه من المفيد متابعة التطورات على هذا الصعيد خلال الساعات والأيام القليلة المقبلة، بدءًا من التصعيد العنيف المنتظر لرفض تقديم التنازلات لبنانياً وإجهاض مساعي هوكشتاين، وليس انتهاءً بعرقلة مفاوضات فيينا التي كان يُفترض أن تشهد توقيعاً على العودة إلى الاتفاق النووي خلال 48 ساعة، وهذا ما يُحتّم إعادة قراءة شاملة للصورة الإقليمية والدولية في ظل ما يشبه العودة إلى معسكرين دوليين حيث تقف إيران إلى جانب روسيا والصين في مواجهة الولايات المتحدة والغرب، ما يفرض عليها تجميد كل أنواع المفاوضات وتقديم الأوراق في انتظار جلاء صورة المعارك الدائرة على الأرض في أوكرانيا وعلى الصعيد الاقتصادي العالمي في ظل التوجه الغربي إلى عزل الاقتصاد الروسي بالكامل.

وتدعو المصادر إلى انتظار انعكاسات كل ما يجري على الساحة اللبنانية في ظل احتمالين ممكنين:

ـ الأول أن يسعى “حزب الله” ومن خلفه إيران إلى استغلال الانتخابات النيابية المقبلة لمحاولة وضع يد كاملة على لبنان من خلال السيطرة على أكبر عدد ممكن من المقاعد النيابية وصولاً إلى حصد ثلثي مقاعد مجلس النواب  لـ”حزب الله” وحلفائه إن أمكن وإعلان الهيمنة السياسية الشاملة على لبنان، وهذا ما يستدعي عملياً الإطاحة بحق المغتربين اللبنانيين في المشاركة في العملية الانتخابية.

ـ الثاني أن يفضّل “حزب الله” تطيير الانتخابات النيابية حتى إشعار آخر منعاً لحدوث أي مفاجآت تؤدي إلى الإخلال بموازين القوى القائمة اليوم.

فأي سيناريوهات تنتظر لبنان في المرحلة المقبلة؟ وكيف سيتصرّف خصوم “حزب الله” وإيران؟