كتب احمد زين الدين في “اللواء”:
في انتخابات لبنان عام 2018 أقفل باب تسجيل اللوائح لدى وزارة الداخلية والبلديات على 77 لائحة في الدوائر الانتخابية ال15، وبالتالي رسا عدد المرشحين على 583 مرشحاً، فيما خرج 334 مرشحاً من السباق لأنهم لم يجدوا لوائح تضمّهم، أو قرروا عدم الانضمام إلى لوائح. اما في انتخابات 2022 ما يزال عدد المرشحين رسميا ضئيل جدا رغم انه لم يعد يفصل عن موعد اقفال باب الترشيح الا 14 يوما (15 آذار).
الى ذلك، فان التحالفات ما يزال يكتنفها غموض كبير، ليس على مستوى القوى والأحزاب الممثلة في المجلس النيابي الحالي،او ما يطلق عليه أحزاب السلطة، انما أيضا على مستوى مجموعات ما يسمى المجتمع المدني أوأحزاب وتجمعات 17 تشرين الأول، او قوى «الثورة»، فما يحكمها حتى الآن هو التشتت والشرذمة وانعدام الوضوح لخوض المعارك الانتخابية، واذا كانت الأحزاب والقوى الممثلة في المجلس الحالي، بدأت سرا او علنا في صياغة تحالفاتها في عدد من الدوائر الانتخابية، كحال التحالف بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب «القوات اللبنانية»، او بين «الثنائي الشيعي» والتيار الوطني الحر والحزب السوري القومي الاجتماعي وغيرهم.. الا ان الحال ليس كذلك على مستوى مجموعات «الثورة والأنتفاضة والتغيير»، فهنا يبدو أن الخلافات واسعة والانقسام يحتاج الى معجزة ليلتئم.
امام هذا الواقع، تتعدد اللقاءات من اجل الوصول الى حد ادنى من القواسم المشتركة، وينتظر ان تطلق قوى وتجمعات نداء مشتركا من أجل وحدة المعارضة.
ويفترض ان تنظم مجموعات أخرى من «المجتمع المدني» بينها كما علم: المرصد، مدينتي، وتحالف وطني وغيرهم لقاءات تحمل نفس اهتمامات المجموعة الأولى وهي خوض الانتخابات بوحدة صفوف المعارضة، ويتوقع ان تعلن مجموعات اخرى عن صياغة مبادئ عامة من اجل هذا الهدف.
في غضون ذلك، فيما تشهد عطل المناسبات ونهاية الأسبوع في المناطق، والمآتم حركة ناشطة للمرشحين، واطلاق التجمعات التي لا تخلو أحيانا من مشاكل كما حصل يوم السبت في طرابلس حين كانت الجبهة السياسية للمعارضة تطلق حملتها تحت اسم «انتفض».
وأثناء القاء الممثلين عن القوى التي شكلت الجبهة كلماتهم فوجئ الحضور باقتحام الاحتفال من قبل مجموعات تتواجد بشكل دائم على الارض وتقوم بقطع الطرقات في الشمال، حيث عمد هؤلاء الى اقتحام المنبر وتحدثت احدى الناشطات موجهة لومها الى المنظمين لأنهم لم يبادروا الى دعوة هذه المجموعات، ما أثار فوضى غارمة في القاعة استُتبع بانسحاب عدد من الحاضرين الذين فوجئوا بما حصل.
من جهة أخرى، لوحظ ان النائب زياد حواط أعلن ترشحه الى الانتخابات النيابية من منطقته جبيل، وليس من مقر «حزب القوات اللبنانية» في معراب والذي ينتمي حواط الى تكتله النيابي، علما، ان معظم مرشحي «القوات»،اعلن عن خوضهم الانتخابات في دوائرهم باحتفال في معراب بحضور رئيس «حزب القوات» سمير جعجع.
ويبدو ان النائب حواط قرر اعلان ترشيحه من جبيل مراعاة للعائلة «الكتلوية» في المنطقة والتي خرج منها حواط وكانت عائلته معروفة بانتمائها للكتلة الوطنية، وهو بالتالي يسعى الى البقاء الى جانب هذه البيئة المصرة على ان يكون حواط مستقلاً ضمن لائحة غير مسبوغ عليه الهوية الحزبية.
أخيرا، اذا كان مجلس النواب الحالي قد شهد حين انتخابه عام 2018 نحو نصفه نوابا جددا، فانه يتوقع ان يشهد مع المجلس الجديد تغيير اكثر نحو نصفه، والصورة حتى الان على النحو الآتي:
– وفاة 4 نواب.
– 40 نائبا اعلنوا عزوفهم حتى الآن عن الترشح للانتخابات.
وهناك أعداد أخرى قد تعزف من الآن حتى إقفال باب الترشح في 15 آذار، كما أن هناك نوابا قد يخوضون الانتخابات ويخسرون.