كتب المحرر السياسي في IMLebanon:
في ظل التبدّل الكامل للمشهد الدولي إثر الاجتياح الروسي لأوكرانيا، والقرار الغربي بمواجهة أطماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أولاً عبر دعم المقاومة الأوكرانية وثانياً عبر سلسلة العقوبات الغربية ضد موسكو، تغيّرت المعادلات الدولية بالكامل، وما كان يصحّ قبل 24 شباط 2022 لم يعد صالحاً لما بعده.
ويؤكد سفير لبناني مخضرم في مجلس خاص حضره موقع IMLebanon أن على الجميع أن يعي أننا دخلنا حقبة جديدة من السياسة الدولية ستقود العالم في أفضل الأحوال إلى حرب باردة جديدة بكل اصطفافاتها السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، وفي أسوأ الأحوال قد تنزلق بنا إلى حرب عالمية ثالثة لا أحد يعرف متى وكيف تنتهي.
وفي هذا الإطار يؤكد السفير السابق أن مفاوضات فيينا بين إيران والدول المتحدة انتهت عملياً لأن إيران في هذا الإطار ستلتزم بالمصلحة الروسية ولن تعطي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أي ورقة يستفيد منها داخلياً أو خارجياً، كما أن إيران بهذا المعنى باتت تحظى بمظلة روسية كاملة قد تستغلها للمضي قدماً في مشروعها النووي في هذه المرحلة الخطرة من التاريخ، وهذا ما يفترض بالعالم أن يُبقي أعينه على إسرائيل وما يمكن أن تقدم عليه في هذا الإطار، وخصوصاً بعد الافتراق في المصالح عن روسيا.
وليس بعيداً عن هذه الصورة يلفت السفير السابق إلى أن إيران انتقلت إلى ما يشبه المواجهة المباشرة مع تصريحات وزير الثقافة الإيراني الذي يزور لبنان والذي أعاد تأكيد المؤكد من أن “تأسيس “حزب الله” في لبنان تم بتوجيه من قائد الثورة الإيرانية الإمام الخميني في العام 1982″. لكن الأهم يكمن في تأكيد الوزير الإيراني أن قادة الحزب في لبنان مثل أمينه العام السابق عباس الموسوي “كان تجسيداً للطاعة لأمر الإمام” في إشارة واضحة لا لبس فيها عن خضوع “حزب الله” الموجود على الحدود مع إسرائيل، وبشكل كامل للأوامر الإيرانية، وأن حسن نصرالله بعد الموسوي “تحوّل معه الحزب إلى بطل لا بديل عنه في مقارعة جبهة الكفر والنفاق والخداع”، ما يجب أن يدفع جميع المعنيين إلى طرح سؤال واحد: هل إن الزيارة الإيرانية أتت لدق نفير المواجهة بعد القرار الإيراني بتعطيل محادثات فيينا، فيما لو فكّرت إسرائيل بأي عمل عسكري ضد إيران، لتحذيرها من أن “حزب الله” سيكون لها بالمرصاد من جنوب لبنان؟