لم يمض على الاجتياح الروسي لأوكرانيا سوى أسبوع واحد حتى الآن، لكن مسؤولين في الغرب يستبعدون أن تضع الحرب أوزارها عما قريب، لأن المواجهة قد تطول أكثر من المتوقع، وربما يصل أمدها إلى أعوام أو حتى عقدين كاملين، وهو أمر ينذر بحصيلة باهظة من الخسائر، ماديا وبشريا.
وبحسب ما نقلت شبكة “سي بي إس” الأميركية، فإن مسؤولي الولايات المتحدة والغرب لا يرجحون أن تكون الحرب الحالية قصيرة الأمد.
وذكر المصدر أن وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، تعتقد أن هذه الحرب قد تدوم 10 سنوات، وهو أمر ينذر أوروبا بمتاعب جمة.
في المنحى نفسه، قال مشرعون أميركيون في مبنى الكونغرس، الاثنين، إن هذه الحرب قد تمتد إلى 10 سنوات أو ربما 15 و20 عاما، ثم قالوا إن روسيا ستخسر هذه الحرب، في نهاية المطاف.
ويتوقع الغربيون أن تطول مدة الحرب، لأن الأوكرانيين أبانوا عن تشبثهم بالمقاومة، فيما كان الكثيرون يراهنون على أن تسقط أوكرانيا، بما في ذلك العاصمة، في غضون أيام قليلة فقط، وهو أمر لم يحصل.
وعزا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إقدامه على اجتياح أوكرانيا، إلى الحرص على درء المخاطر الأمنية المحدقة ببلاده، في ظل إصرار الغرب على إلحاق أوكرانيا بـ”الناتو”.
وتقول روسيا إنها عازمة على تخليص أوكرانيا مما تقول إنها “نازية في الحكم”، كما تتمسك أيضا بأن تكون أوكرانيا دولة منزوعة السلاح وذات موقف محايد.
وفي حال طالت مدة الحرب، فإن ذلك سيكون سيئا، بالنسبة إلى روسيا وللأوكرانيين على حد سواء، بحسب متابعين، لأن موسكو ستضطر إلى دخول مواجهة طويلة مكلفة، فيما سيتكبد الأوكرانيون فاتورة باهظة من جراء استمرار العمليات العسكرية.
وقالت الموظفة السابقة في مجلس الأمن القومي الأميركي، إيميلي هاردينغ، الثلاثاء، إنه على الولايات المتحدة وأوروبا أن تستعدا لنزاع مدته ما بين 8 و10 سنوات، بما له من تداعيات اقتصادية.
من ناحيته، رجح المسؤول السابق عن عمليات وكالة الاستخبارات الأميركية “سي آي آيه” في أفغانستان، مايكل فيكرز، إن عدد الضحايا الروس سيزيد بشكل كبير، إذا وقف الغرب بجانب أوكرانيا ومضى قدما في مساعدتها.
وأضاف أن الأزمة قد تطول أكثر من الحرب التي جرت في أفغانستان، خلال ثمانينيات القرن الماضي، مشيرا إلى إمكانية تقديم دعم لأوكرانيا حتى تكون قادرة على مواجهة روسيا وإلحاق الضرر بها.