كتب المحرر السياسي في IMLebanon:
ظهر واضحاً انزعاج رئيس الجمهورية ميشال عون من هجوم “حزب الله” المباشر في ملف الترسيم والذي وصل إلى حدّ ما يشبه التخوين في كلام رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد حين توجّه إلى من يتولى المفاوضات “سواء كان وسيطاً أم غير وسيط”. وقد تجلّى الانزعاج بتغريدة رئيس الجمهورية التي كشف فيها عن نوع من التراجع في تحمّل المسؤولية وجعلها بالشراكة مع رئيس الحكومة ومجلس الوزراء مجتمعاً.
تربط مصادر سياسية متابعة للاشتباك السياسي المستجد ما يحصل مباشرة بالغزو الروسي لأوكرانيا والقرار الإيراني بالتشدد وعدم منح الأميركيين أوراقاً يسعون خلفها كمثل ورقة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.
وفي هذا السياق استنفر “حزب الله” ضد ما يعمل له الأميركيون، وخصوصاً بعد الرسائل المكثفة التي وجهوها إلى رئيس الجمهورية، سواء باتصال مساعدة وزير الخارجية الأميركي، أو أيضاً عبر الرسالة المباشرة التي نقلتها السفيرة الأميركية في بيروت، وأخيراً عبر الرسائل المتشددة لوفد وزارة الخزانة الأميركية الذي التقى الرئيس عون وعدداً من المسؤولين وخصوصاً أن هذا الوفد يُبقي سيف العقوبات مسلطاً إضافة إلى سيف حجب الكهرباء الأردنية والغاز المصري عن لبنان وحجب أي تمويل من البنك الدولي كما من صندوق النقد الدولي.
وتتحدث المصادر عن توتر كبير في العلاقة بين رئيس الجمهورية من جهة و”حزب الله” من جهة ثانية، في حين تؤكد أن الوساطات بدأت على خط رأب الصدع وسط مخاوف لدى الحزب أن يكون رئيس الجمهورية ذهب أبعد من اللازم مع الأميركيين لمحاولة تسوية أوضاع صهره النائب جبران باسيل وإبقاء الأجواء إيجابية بينه وبين الأميركيين، وخصوصاً بعد التمادي الرسمي في الالتحاق بالموقف الأميركي والغربي من الغزو الروسي لأوكرانيا بالتصويت في الأمم المتحدة لإدانة روسيا بعد البيان الأول لوزارة الخارجية والذي أدان الغزو الروسي… فهل تنجح الوساطات؟ وعلى أي قاعدة؟