IMLebanon

ارتفاع أسعار الطاقة ينذر بأزمة اقتصادية

ارتفعت أسعار النفط لمستويات غير مسبوقة منذ عشر سنوات، حيث اقتربت من 120 دولارا لبرميل خام برنت أمس الخميس.

وحذر خبراء اقتصاد وطاقة من استمرار ارتفاع أسعار الطاقة وانعكاساته على الاقتصاد العالمي الذي عانى من جائحة كورونا.

ويرى الخبراء أن نسب التضخم ارتفعت ويحتمل زيادتها بدرجات متفاوتة في العالم، فيما تتزايد مخاوف الأمن الغذائي، إضافة لتقلص القوة الشرائية في معظم أنحاء العالم.

يقول الخبير الاقتصادي اللبناني جهاد الحكيم، إن ارتفاع أسعار النفط سيكون له تداعياته غير المسبوقة على الاقتصاد العالمي ككل.

وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن القوة الشرائية ستتأثر بدرجة كبيرة، فضلا عن ارتفاع التضخم، إضافة إلى أن الأمن الغذائي ببعض الدول سيصبح على المحك، خاصة بعد جائحة كورونا وتأثيرها المستمر حتى الآن، حيث أن هناك ما يقرب من 855 مليون شخص حول العالم يعانون من عدم توفر الأمن الغذائي.

وأوضح الحكيم أن الجانب الأوروبي كان يقدر نسبة التضخم المترتبة على جائحة كورونا بنسبة 1.5 بالمئة، في حين أن التضخم ارتفع إلى 5.8 بالمئة في منطقة اليورو.

وأكد أن أسعار النفط الجنونية أربكت المشهد بدرجة كبيرة، حيث أن الأمر لم يحدث بشكل تدريجي بل حدث بشكل مفاجئ.

على المدى الطويل، يرى الخبير الاقتصادي أن بعض الشركات التي كانت تعمل باستخراج النفط الصخري والرملي يمكن أن تعود للعمل مرة أخرى، فضلا عن تسريع وتيرة العمل من أجل الاعتماد على الطاقات البديلة.

في الإطار، قال خبير الطاقة السعودي عايض آل سويدان، إن أسعار النفط وصلت إلى أعلى أسعار كانت متوقعة، في ظل احتمالية ارتفاعها خلال الأيام المقبلة.

وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن تداعيات ارتفاع أسعار النفط بهذا الشكل المتسارع انعكست بشكل سريع على كافة السلع والمعادن.

وشدد على أن الارتفاع يؤثر على نمو الاقتصاد العالمي بشكل كبير، وكذلك يؤثر على نمو الطلب، كما أنه يدفع إلى البحث عن الاعتماد على الطاقات البديلة بشكل أكبر، وهو ما يضر بالمنتجين للنفط.

ويرى أن التقنيات المتوفرة حاليا ليست كافية للتحول السريع للطاقات البديلة، حيث أن الأمر يحتاج لوقت أكبر.

في الإطار، قال الخبير الاقتصادي المغربي رشيد ساري، إن العالم يواجه تداعيات جديدة لأزمة الطاقة التي بدأت منذ  تشرين الأول الماضي.

وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن الأزمة الراهنة تتزامن مع فصل الشتاء الذي تتزايد فيه الحاجة للغاز وهو ما يضاعف التداعيات.

وأشار إلى أن سعر البرميل قد يصل إلى 150 دولارا، فيما ترتفع أسعار الغاز بشكل مواز.

وشدد ساري على أن أوروبا هي أكبر المتضررين من الأزمة، خاصة في ظل عدم قدرة الدول المنتجة على إمداد أوروبا بكميات إضافية.

وأكد أن الانعكاسات تطال العديد من الدول الآسيوية، وكذلك دول شمال أفريقيا والعمق الأفريقي، فيما تستفيد بعض الدول المنتجة للغاز، مقارنة بتأثر أكبر على الدول المستوردة.