Site icon IMLebanon

هل تحدث مفاجأة إنتخابية في صيدا؟

كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:

كشفت مصادر صيداوية لـ»نداء الوطن»، عن ان عدداً من المرشحين ينتظرون حتى يوم الاثنين 14 آذار الجاري، اي قبل يوم واحد فقط على موعد اقفال باب الترشيح الرسمي ليحسموا خيارهم بخوض الانتخابات في دائرة صيدا – جزين، ارتباطاً بقرار رئيسة كتلة تيار «المستقبل» النائبة بهية الحريري، وان كانت حتى الآن حاسمة في التزامها بقرار الرئيس سعد الحريري والعزوف عن الترشح مجدداً، بعدما شغلت احد مقعدي المدينة لمدة 30 سنة متواصلة.

واوضحت المصادر ان بعض الشخصيات الصيداوية قطعت شوطاً في التشاور حول كيفية التعامل مع هذا الاستحقاق على قاعدة ملء الفراغ الذي سيتركه انكفاء التيار الازرق والحفاظ على الاصوات الناخبة، وقد بدأت تستعد لإنجاز المستندات المطلوبة لطلب الترشح، حيث يتوقع ان تحدث مفاجأة في الساعات الاخيرة لجهة اسماء المرشحين او التحالفات التي يمكن ان تنسجها في صيدا وجزين في ظل ضبابيتها وتعقيداتها وصعوبتها حالياً بين القوى السياسية التقليدية، ومع الانغلاق الصيداوي على الواقع الجزيني لأسباب مختلفة.

وترجمة لهذا التطور، فان هذه الشخصيات التي تدور في فلك تيار «المستقبل» ستكون منفتحة في التحالف مع القوى السياسية والشخصيات الوازنة باستثناء «التيار الوطني الحر» نتيجة الخصومة الى حد القطيعة، كما يقول أحدهم لـ»نداء الوطن»، من دون ان يسقط من التحالف كل القوى السياسية الاخرى، وان كانت العلاقات فاترة بينهم من دون تسمية أحد بوجه الخصوص، وفي ذلك يكمن جزء من المفاجأة التحالفية.

في أروقة المدينة وصالوناتها السياسية والعائلية، ثمة أحاديث ساخنة عن الانتخابات، البعض يعمد الى طرح اسماء لجس نبض قبولها من عدمه سياسياً وشعبياً، والبعض الآخر لحرقها قبل أوانها والتخلص من منافستها، والبعض الثالث ينتظر كلمة الفصل لـ»العمّة» في الساعات الاخيرة لاقفال باب الترشح ليبني على الشيء مقتضاه مع التأكيد على مقولة «كل شيء وارد… واحتمال قائم».

مقابل ذلك، تمضي القوى السياسية والشخصيات في دراسة كل الاحتمالات بانتظار حسم خيارات تحالفاتها بعد حسم ترشيحها، بدءاً من النائب اسامة سعد، مروراً بالدكتور عبد الرحمن البزري وصولاً الى المسؤول السياسي لـ «الجماعة الاسلامية» الدكتور بسام حمود الذي أكد ان «الجماعة» أنهت كل الإجراءات والأمور الداخلية المتعلقة بماكيناتها الانتخابية في كل الدوائر التي سترشّح فيها، وهي على تواصل مع كل القوى السياسية «بعدما انتهت من ترتيب البيت الإسلامي الداخلي لتنطلق منه إلى البيت السني، من أجل نسج العلاقات مع باقي الأطراف اللبنانية وفق ما تقتضيه المصلحة الانتخابية، والصورة ستتّضح في الأيام المقبلة على صعيد المرشحين والتحالفات أيضاً، والأمور تحتمل مزيداً من التشاور».

وقال حمّود «إنّ الجماعة أعلنت منذ اليوم الأول لعزوف الرئيس سعد الحريري وتياره عن المشاركة في العمل السياسي رفضها المقاطعة السنية وتكرار تجربة العام 1992، وتدعو الطائفة السنية إلى عدم الوقوع في فخ المقاطعة الذي بدوره سينعكس سلباً على هذا المكون الأساسي في لبنان، وللمشاركة في هذه الانتخابات باعتبارها تشكّل منعطفاً دستورياً مهماً، خاصة في ظل الأزمة التي يشهدها لبنان وتحتاج إلى إيجاد سلطة جديدة تستطيع أن تعمل بكفاءة ونظافة كف لاستنهاض الوطن والخروج من أزماته».