تتهرب السفن التي تملكها “الأوليغارشية” الروسية من العقوبات الأميركية والأوروبية، وتنتقل من ميناء إلى آخر، فيما ترصدها أعين الأجهزة الأمنية للإيقاع بها.
وتعتبر اليخوت التي يملكها هؤلاء والتي تضم أكبر اليخوت الفاخرة وأكثرها ترفاً على هذا الكوكب، مثالا لكيفية استفادة النخبة الروسية في ظل حكومة الرئيس فلاديمير بوتين.
ومع تكثيف القوات الروسية لحملتها العسكرية في أوكرانيا، تبرز اليخوت كأهداف رئيسية لحلفاء الولايات المتحدة والأوروبيين، الذين تعهدوا بالاستيلاء على الممتلكات المملوكة لأشخاص مقربين من بوتين.
فقد كشفت بيانات الموقع البحري MarineTraffic الإلكتروني أن أكثر من عشرة يخوت تعود لـ “الأوليغارشية” الروسية منتشرة في جميع أنحاء العالم، من المياه الكريستالية في أنتيغوا إلى الموانئ في برشلونة وهامبورغ إلى الجزر المرجانية في جزر المالديف وسيشل، بحسب شبكة “سي إن إن”.
ومن الصعب للغاية تأكيد ملكية اليخوت، حيث غالباً ما يتم تسجيل السفن لشركات الإدارة أو الشركات الوهمية في محاولة واضحة لإخفاء الملكية، كما يقول الخبراء.
لكن أكثر من اثني عشر من المليارديرات المدرجين في قائمة “القلة الحاكمة” الروسية الصادرة عن وزارة الخزانة في عام 2018، تم ربطهم باليخوت في تقارير وسائل الإعلام في السنوات الأخيرة، وفقًا لـ “سي إن إن”.
ومعظم الأوليغارشية الذين يقال إنهم يمتلكون يخوتاً لم يواجهوا بعد العقوبات الأميركية.
مع ذلك، فرضت عقوبات على البعض من قبل الاتحاد الأوروبي أو المملكة المتحدة، بالإضافة إلى إضافتهم إلى قوائم العقوبات الأميركية.
وقال خبراء قانونيون إنه من المرجح أن يقوموا بنقل أصول مثل اليخوت إلى الأصدقاء أو العائلة الذين لا يُعاقبون في محاولة منع الاستيلاء عليها.
وأضافت كاثرين بيلتون، مؤلفة كتاب عن بوتين أنها تتوقع أن يكون هناك صفقات لإحداث تغييرات في ملكية اليخوت، واصفة ذلك بلعبة القط والفأر.
إلى ذلك، قد يؤدي الاستيلاء على بعض اليخوت إلى تخويف الأثرياء الروس لإخراج سفنهم الأخرى من موانئ الاتحاد الأوروبي.
فقد وصل يخت Dilbar ، أحد أكبر اليخوت في العالم، والذي يقال إنه مملوك للملياردير الروسي أليشر عثمانوف، إلى هامبورغ بألمانيا في أواخر أكتوبر، وفقاً لبيانات MarineTraffic.
وكان هناك ارتباك بشأن وضع السفينة حتى يوم الخميس، حيث وضع الاتحاد الأوروبي عقوبات على عثمانوف في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وأفادت مجلة فوربس أن السلطات الألمانية استولت على السفينة التي يبلغ ارتفاعها 156 متراً، والتي يمكن أن تحمل ما يصل إلى 96 من أفراد الطاقم و 24 ضيفاً.
كذلك، كان يخت لونا، الذي يقال إنه مملوك لملياردير أذربيجاني يدعى فرخاد أحمدوف، والذي كان يرأس سابقاً شركة غاز طبيعي روسية، موجوداً أيضاً في هامبورغ وفقًا لأحدث بيانات MarineTraffic في وقت سابق من هذا الأسبوع.
واحتفظ أحمدوف، الذي لم تفرض عليه أي عقوبات، باليخت المكون من تسعة طوابق بطول 115 متراً، ويتميز بتقنية الكشف عن الصواريخ ونوافذ مضادة للرصاص.
ورست العديد من اليخوت المملوكة لأثرياء الروس في ميناء في برشلونة، بما في ذلك سولاريس، التي يملكه رومان أبراموفيتش، الملياردير الذي أعلن الأربعاء أنه سيبيع نادي تشيلسي لكرة القدم والتبرع بالعائدات لمؤسسة للأشخاص المتضررين.
كما، غادرت سفينة Galactica Super Nova ، التي ورد أنها مملوكة للمدير التنفيذي لشركة النفط الروسية فاجيت أليكبيروف، برشلونة اليوم السبت وعبرت البحر الأبيض المتوسط إلى تيفات، في الجبل الأسود، قبل الإبحار جنوباً في البحر الأدرياتيكي.
بينما لم يُعاقب أليكبيروف، وهو رئيس شركة لوك أويل، التي تعرضت للعقوبات الأميركية في الماضي.
وتوجد اليخوت الأخرى المرتبطة بروسيا في منطقة البحر الكاريبي، بما في ذلك Eclipse، وهو يخت آخر مملوك من قبل أبراموفيتش، وهو من بين أكبر اليخوت في العالم ويتضمن حوض سباحة يمكن تحويله إلى حلبة للرقص.
بالإضافة إلى Anna، التي يقال إنه ملك الأوليغارش ديمتري ريبولوفليف، الذي اشترى ذات مرة قصراً في فلوريدا من الرئيس السابق دونالد ترمب.