كتبت لوسي بارسخيان في “نداء الوطن”:
أعلنت «القوات اللبنانية» في زحلة عبر تطبيقاتها الإفتراضية، ترشيح كل من منسقها السابق ميشال التنوري عن المقعد الماروني، وبيار دمرجيان عن المقعد الأرمني، متقدمة بذلك خطوات على منافسيها، في تشكيل لائحة، يبدو حتى الآن أنها تتجه من خلالها لخوض المعركة منفردة في دائرة زحلة، بعد أن تستكمل لائحتها بمرشح كاثوليكي ثان، الى المرشحين السنّي والشيعي.
القرار لا يبدو مفاجئا خصوصا ان ماكينة «القوات» كانت قد تبلغته في أكثر من مناسبة، وكشف العزم على ذلك منسقها الحالي ميشال فتوش.
إلا أن عقدة «القوات» الأبرز في زحلة تبقى في اختيار المرشحَين السنّي والشيعي. فترشيح شيعي على لائحة أعلنت معركتها مباشرة في وجه «حزب الله» و»سلاحه غير الشرعي» لا يبدو أمراً سهلاً، و»القوات» مدركة لحجم المضايقات التي ستلاحق أي مرشح شيعي على لائحتها، وربما يكون ذلك من اسباب ترك تسمية المرشح عن المقعد الى المراحل الأخيرة، فيما الخيارات بالنسبة للمقعد السنّي مفتوحة على احتمالات عديدة، ولا تسقط إمكانية التحالف مع النائب عاصم عراجي، حتى ولو أعلن الأخير أنه لا يرغب بمثل هذا التحالف. وقد لفت في ذلك ما نقل على لسان النائب جورج عدوان قوله إن «القوات» ستعتبر أنها لم تتبلغ الأمر من عراجي وسيبقى الباب مفتوحاً له حينما يشاء».
في الأثناء، سمّى «حزب الله» مرشحه عن المقعد الشيعي في دائرة زحلة، مستبدلا النائب أنور جمعة بالمرشح رامي ابو حمدان، بانتظار إستكمال تحالفاته التي يفترض أن تظهر الى العلن مع اقتراب إغلاق باب الترشيحات في 15 آذار الجاري. ويبدو ان «التيار الوطني الحر» سيكون الحليف الطبيعي الأول لـ»حزب الله» في هذه الدائرة، وخصوصا بعد امتصاص حالة الرفض التي كانت تواجه التحالف من قبل حركة «أمل»، فيما تستغرب الأوساط الزحلية أن يتأخر «التيار» بالإعلان عن وجهة أصواته التفضيلية، وهو ما اعتبر حتى الآن تخاذلا في الإمساك بزمام المبادرة بالنسبة لتسمية مرشحي الدائرة، خصوصا أن خمسة من أصل مقاعد هذه الدائرة السبعة هي من حصة المسيحيين.
وهذا برأي المراقبين يضع مفاتيح تشكيل لائحة تحالف «التيار» مع «حزب الله» بيد الأخير، الذي يبدو مأزوما حتى الآن في إيجاد «طربوش كاثوليكي» للائحته، خصوصا أن العرف يقضي بأن يترأس «لائحة زحلة» كاثوليكي.
بالمقابل، ومع أن النائب ميشال ضاهر كان الأول في إعلان نواة لائحته بكشف أسماء أربعة من مرشحيها السبعة، فقد لفّت الشائعات بعض أسمائها وسرت أحاديث عن تراجع بعضها عن تقديم ترشيحاته. وفيما اعتبر المرشح السنّي رضا الميس حليفاً طبيعياً لضاهر، خصوصا أن الميس كان قد سخر ماكينته في الإنتخابات الماضية لمصلحة الاخير، لفت ما صدر عن المكتب الإعلامي لضاهر من تصريح أكد فيه أنه «على تواصل مع أكثر من مرشح محتمل عن المقعد السنّي، ولكنه لم يحسم التحالف مع أي منهم»، و»إذا كان البعض ينظر الى إخواننا في الطائفة السنّية من خلفية إنتخابية، فنحن نقف الى جانب شريكنا في البقاع الأوسط لقطع الطريق على المتربصين والراغبين باستغلال الوضع الإستثنائي للشارع السنّي في هذه المرحلة».
والمعلوم أن ضاهر الذي تحالف مع تيار «المستقبل» و»التيار الوطني الحر» في الانتخابات الماضية، كان قد نال نسبة التصويت الأعلى في لائحته، وذلك بفضل «التصويت السنّي» الذي منحه جزءاً كبيراً من الأصوات التفضيلية.
لتبقى عقدة العقد عند رئيسة «الكتلة الشعبية» ميريام سكاف وهي ترفض حتى الآن الإفصاح عن نتائج المشاورات التي تجريها، ومن ضمنها مع الدكتور عيد عازار مرشح «زحلة تنتفض» من اجل ضمه الى لائحتها. ومع أن عازار إعتمد مع» زحلة تنتفض» إستراتيجية مختلفة تقضي بتثبيت الوجود والحجم قبل المضي في أي تحالف، فهو لم ينف أو يؤكد في أحاديثه إمكانية حصول مثل هذا التحالف، عازياً هذا التحالف إذا ما تم الى أسباب حسابية تتعلق بالحواصل الإنتخابية فقط.
والحفاظ على الغموض بالنسبة للتحالف مع سكاف، يبقي أيضا الإحتمالات مفتوحة على إمكانية غير مستبعدة حتى الآن مع «إئتلاف زحلة لقوى التغيير»، الذي على رغم إعلانه في الأسبوع الماضي لم يتوصل بعد الى تحديد مرشحيه للإنتخابات. علماً أن «زحلة تنتفض» بإعلانها عن المرشح السنّي الى جانب المرشح الارثوذكسي، فرضت مزيداً من التحدي للآلية التي يصرّ عليها الإئتلاف، وهو أن يخضع جميع المرشحين للمعايير، وخصوصاً بالنسبة للمقاعد التي يترشح لها أكثر من طامح من المجموعات المنتمية الى الإئتلاف.
وفي المحصلة، على رغم عدم اكتمال اللوائح الإنتخابية بصورتها النهائية حتى الآن، فإن المعركة في زحلة يبدو أنها استقرت على خمس لوائح إلا إذا قرر أحد الأفرقاء العزوف عن خوض المعركة. ويرتقب أن تعمل ماكيناتها الإنتخابية على شدّ عصب الجمهور الزحلي فور إقفال باب الترشيحات، مع بقاء الأنظار مشدودة الى الناخب الصامت تحديداً والتوجه الذي سيسلكه في هذه الدائرة، إما بالتصويت لمصلحة واحدة منها أو حتى بالإمتناع كليا عن التصويت.