Site icon IMLebanon

هل يستنسخ لبنان التجربة الليبية في تأجيل الانتخابات؟

كتبت منال زعيتر في “اللواء”:

يتجه لبنان الى المجهول. لا افق واضح لحل الازمتين السياسية والاقتصادية في ظل تواتر معلومات عن توجه حقيقي لاستنساخ التجربة الليبية في الانتخابات النيابية اللبنانية اي تاجيلها رسميا تحت اعين المجتمع الدولي.

للاسف، هناك من يتجرا في لبنان على الاستخفاف بمصير هذا الاستحقاق، متذرعا بوقوف المجتمع الدولي متفرجا على تاجيل الانتخابات في ليبيا، وهنا المشكلة الحقيقية، فالتجربة الليبية رغم قساوتها هي اقل وطاة من الازمة اللبنانية المرشحة للتفاقم خلال الاشهر المقبلة الى حد تلويح بعض القوى السياسية الوازنة في البلد جديا بثورة سياسية واجتماعية تقلب كل المفاهيم الموجودة وتؤسس رسميا وبموافقة دولية جامعة الى تغيير النظامين السياسي والاقتصادي.

ويكشف مسؤول لبناني بارز عن أن الوضع اللبناني المأساوي مفتوح على كل الاحتمالات والصعوبات الامنية والسياسية والاجتماعية، مشيرا بشكل علني وواضح الى سيناريو يبدو غير مقبول ولا يمكن تقريشه شعبيا اذا صح التعبير في ظل الازمة السياسية والاقتصادية التي يعانيها لبنان منذ ٢٠١٩، ويتعلق بالتمديد للمجلس النيابي الحالي ولرئاسة الجمهورية ، والمفارقة هنا ان هناك موافقة دولية مبدئية على السير بالتمديد للمجلس ورفض مطلق للتمديد للرئاسة الاولى، في ظل استمرار العرض المقدم مسبقا من المجتمع الدولي والمتعلق بقبول التمديد للمجلس الحالي لولاية كاملة شرط انتخابه قائد الجيش جوزيف عون رئيسا للجمهورية.

وفيما يبدو هذا الكلام ضربا من الخيال ، لا يستبعد المسؤول الرفيع المستوى امكانية السير بحلول من هذا النوع، الا ان الجديد هنا ،بدء التداول في كلام من قبيل عدم السماح لحكومة ميقاتي بتسلم موازين القوى في البلد اذا حصلت الانتخابات النيابية وفشل المجلس في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، واللافت،  ان هناك من يطرح في الكواليس طرح الثقة بحكومة ميقاتي قبل السير بأي تمديد للمجلس النيابي وذلك لضمان بقاء رئيس الجمهورية في موقعه وتسلمه صلاحيات الحكومة لاستحالة فراغ الرئاستين الاولى والثالثة.

كلام كثير يقال في ملف الانتخابات النيابية والرئاسية ، الا ان الباب لأي حل سياسي بحسب السياسي المذكور يبدا من ملف ترسيم الحدود والسقف الذي وضعه حزب الله للدولة اللبنانية للتفاوض مع الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، هنا لا يتوانى المسؤول المذكور عن الاشارة الى ان تعاطي رئاستي الجمهورية والحكومة في موضوع ترسيم الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة «فضيحة كبرى» بكل المقاييس، كاشفا لاول مرة عن سجالات محتدمة تدور بين الثنائي الشيعي والرئاستين الاولى والثالثة حول الادارة المشبوهة لهذا الملف ،مؤكدا، انه اذا استمر التعاطي على هذا المنوال فسنشهد انقساما عاموديا في البلد بين الحلفاء والخصوم وبين حلفاء الصف الواحد.

ولا يستبعد السياسي المذكور ان تتصاعد الامور والخلافات بشكل لا تحمد عقباه في حال تم تجاوز الخطوط الحمر الاستراتيجية في ملف ترسيم الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة لجهة تورط لبنان الرسمي باي شكل من الاشكال بالتطبيع غير المباشر  مع العدو  او تمرير صفقات مشبوهة على حساب حق لبنان في النفط والغاز ، وفيما يبدو انه تلميح مباشر من قبل السياسي الوازن في البلد الى موافقة اطراف لبنانية على التنازل عن حقوق لبنان في ثروته النفطية، رفض المسؤول التعليق ، مكتفيا بالقول «هل هناك من يتجرأ»؟؟؟