جاء في “المركزية”:
من يستمع الى خطابات رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في الايام والساعات الاخيرة، يظن لوهلة ان المتحدث هو احد قادة ثورة 17 تشرين او ركن من اركان معارضة سياسة حزب الله وممارساته في الداخل، لكثرة ما اكد على ضرورة تطبيق القوانين والتزام اتفاق الطائف والاصرار على تنفيذ بنوده وعدم الرغبة بتغييره.
يوم السبت دعا رعد الى تطبيق وثيقة الوفاق الوطني ومبادئ ومواد الدستور بحرفيتها ليعاد بناء الدولة. وأضاف: “كلنا نعلم أن الثورة في هذا البلد لا تتحقق إلا بتضافر كل مكونات أهل البلد…. نحن لا نريد أن نغير شيئا في تسويتنا السياسية، وليس لنا أي مطلب بأن نغيّر ونمسّ بشيء لا في دستورنا ولا في وثيقتنا وليس لنا أي استعداد حتى نسمح بأي مسّ بأي بند أو مادة في الوثيقة أو في الدستور إذا لم يكن هناك إجماع وطني على ذلك”.
وخلال رعايته أمس حفلا في بلدة المروانية قال رعد “لا نريد تبديلا في الدستور والوثيقة، لكننا نريد إصرارا على تطبيق الوثيقة والدستور، هذا كل ما نطلبه، وهذا محل توافق جميع اللبنانيين، ونحن نضمن أن التزام تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني والدستور على الرغم من الملاحظات التي للبعض ولنا عليهما، لكننا نستطيع من خلال الالتزام الجدي أن نوفر استقرارا وسيادة، وأن نبني قوة، وأن نحقق تنمية مستدامة وشاملة، وأن نؤمن الدواء والغذاء…”
مصادر سياسية معارضة تقول لـ”المركزية” غريب مستوى السذاجة الذي يتعاطى به الحزب مع اللبنانيين ويعتبرهم ادوات يسيّرها بحسب رغباته، ويظن انه يقنعهم بما يريد ساعة يشاء. فهل من عاقل يصدّق ان الحزب الذي يستبيح لبنان على مختلف المستويات ويسيطر على المؤسسات الدستورية كلها ويفرض قراراته ويجاهر سيده بأنه جندي صغير في ولاية الفقيه وأن مأكله ومشربه وكل ما له من الولي الفقيه، يريد تطبيق الدستور؟ وهل الحزب الذي يعتبر من يدينهم القضاء بجرائم مروّعة في مصاف القديسين ويرفض تسليمهم للعدالة يريد دولة قوية؟ هل من يمتلك السلاح غير الشرعي تحت ستار المقاومة التي مضى عقد من الزمن لم تطلق خلالها رصاصة على العدو الاسرائيلي، فيما تستخدم سلاحها لمساندة انظمة موالية لايران في الخارج، يحرص على تطبيق الطائف؟ هل من يعتبر ان حزبه هو سيّد البلد يسعى لقيام دولة؟ هل من ينشئ شركات مالية خاصة به من خارج المنظومة المالية على غرار مؤسسة القرض الحسنيريد دولة؟ هل من يتهجم كل يوم عبر وسائل اعلام يسخرها لمصالحه العابرة للحدود على رموز وطنية لا سيما قائد الجيش يريد دولة؟ هل من يرسل موفديه الى قصر العدل لتهديد قاض يحقق في جريمة العصر المروّعة غير آبه بموجة الانتقادات الواسعة التي استهدفته، ولا يقيم اعتبارا لمهابة وحرمة القضاء، يريد دولة؟ هل من ارسل مناصريه لضرب الثوار المطالبين ببناء دولة حقيقية ابان ثورة 17 تشرين فنكلوا بهم واحرقوا رايات الثورة وحاولوا بكل الوسائل ترهيبهم ومواجهتهم مباشرة والتسبب بإصابات في صفوفهم، يريد دولة؟ هل من يبدّل موقفه بين الصبح والمساء في ملف ترسيم الحدود حفاظا على صفقاته وتحالفاته وتسوياته المصلحية، يريد دولة؟ هل من “يلهث” خلف الايراني لمده بالمال والسلاح يريد دولة؟ هل من خرّب علاقات لبنان بأشقائه كرمى للايراني يريد دولة؟ هل من عزل دولة لبنان عن العالم وصدّر الكبتاغون الى الدول الخليجية والعربية يريد دولة؟ وهل وهل وهل… وسبحة انتهاكات الحزب للدولة ومفاهيمها لا تنتهي، تضيف المصادر، فكيف للبنانيين ان يصدقوا مواقف رعد الانتخابية بعدما بدأ كما سائر قادة ومسؤولي حزبه يلمسون لمس اليد مدى تململ بيئتهم منهم لكثرة ما انتهكوا الدولة وضربوا قوانينها عرض الحائط ودفعوا بها وحلفائهم الممسكين بالسلطة منذ سنوات الى الانهيار الذي لم يوفر لبنانيا ولا مقيما على ارض لبنان من شره، او الاصح شرهم.
ان الدولة تبنى بالممارسات والتزام القوانين وتطبيق الدستور فعلا لا قولا، ولسان حال اللبنانيين الراغبين عن حق ببناء دولة تتسع الجميع وليس دويلة لفئة واحدة، “فليخضع حزب الله للدولة اللبنانية بمفاهيمها ودستورها وقوانينها ويعود الى لبنانيته، آنذاك فقط تبنى الدولة “.