IMLebanon

باريس تسعى لرعاية التسوية في لبنان

كتب انطوان صعب في “اللواء”:  

تجري اتصالات بعيدة عن الأضواء بين أكثر من دولة معنية بالملف اللبناني من أجل ابعاد لبنان عن سياسة المحاور وعدم اقحامه بأي تطورات في المنطقة وخصوصاً على خلفية ما يجري في أوكرانيا وروسيا من حرب دامية ودمار وخراب والمخاوف من ان يكون لبنان متضرراً من هذه الاحداث بفعل وجود بعض القوى السياسية المقربة من هذا المحور وذاك وذلك ما ظهر بوضوح من خلال المواقف المعلقة على هذه الحرب بين كييف وموسكو.

وفي هذا الإطار ينقل بأن الفرنسيين ينشطون من أجل ان تحصل تسوية او لقاء يجمع القادة اللبنانيين بغية تحييد الساحة اللبنانية عن هذه الاحداث والتطورات، ولهذه الغاية فإن زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان ، والتي تمّ تأجيلها ، ولكنها ما زالت قائمة دون تحديد الموعد،  تصبّ في هذا الاطار وفي أمور أخرى منها التشدد على ضرورة دخول لبنان في الإصلاح المالي والاداري اضافةً الى تسوية العلاقات اللبنانية الخارجية لا سيما وأن ما جرى مؤخراً من تنسيق للمساعدات بين الرياض وباريس ترك اثراً إيجابياً قد يكون مدخلاً من أجل إعادة تسوية هذه الازمة والخلافات القائمة بين لبنان والخليج، وبالتالي ان وزير الخارجية الفرنسي يسعى أيضاً الى إيجاد حلول من شأنها أن تبعد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية، وكذلك التشديد على اجراء الانتخابات النيابية في موعدها، مع ان هذا المطلب ونظراً للحرب الأوكرانية الروسية لم يعد فاعلاً كما كان في الأسابيع والاشهر القليلة الماضية.

من هنا فإنه يتوقع من ان تكون زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت ذات أهمية في هذه المرحلة الصعبة والظروف الاستثنائية التي يمر بها لبنان، ولكن بعدما سبق وأجل لودريان زيارته منذ أشهر الى بيروت فمن المتوقع خلال الساعات المقبلة أن تتبلور الأمور فإما تبقى قائمة هذه الزيارة أو تؤجل على خلفية الاحداث أو الحرب الحاصلة اليوم في أوكرانيا، وبالتالي ان الفرنسيين يقومون بدور كبير على صعيد المساعي الهادفة لوقف النار بين الروس والاوكرانيين، اضافةً أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد يكون الرئيس الأوروبي أو الدولي الوحيد اليوم الذي يتواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لذلك لا زال لبنان موجوداً على اجندة المجتمع الدولي وخصوصاً الفرنسيين، من هنا يتوقع وخلال أسابيع القليلة المقبلة أن تتوضح أمور كثيرة في المنطقة وعلى خلفيات الحرب الروسية – الأوكرانية ، وعندها يبنى على الشيء مقتضاه في الداخل اللبناني، وبالتالي أن هذه التسوية التي يعمل لها والتي تحدث عنها النائب السابق رئيس تيار المردة سليمان فرنجية فهي أمر بدأ الحديث عنه في مجالس إقليمية ودولية من أجل خلاص لبنان من أزماته التي يرزح تحت عبئها، فإن التسوية وحدها قد تنقذ لبنان لكن ذلك مرتبط بمسار التطورات في الداخل والخارج ولا سيما ما ستؤدي اليه الحرب الدائرة بين الأوكرانيين والروس.